فإن الطالب والطالبة عند عبوره من مراحل التعليم العام إلى المرحلة الجامعية يجد نفسه أمام عالم جديد مغاير لما كان يعهده سابقاً وأسلوب جديد للحياة التعليمية لا من حيث المباني والتجهيزات، أو طريقة الدراسة وأوقاتها والمقررات ومسمياتها فحسب بل هناك تعدد التخصصات وتنوعها بشكل يفوق التوقع فهي أضعاف عدد المقررات التي كان يدرسها في المرحلة الثانوية ولست مبالغاً إذا قلت إنها على مستوى الجامعات تزيد عن مئة تخصص، وتحت كل تخصص عشرات المقررات أما في الدراسات العليا فهي أكثر من ذلك، كما أن نظام الدراسة والاختبارات والذي يعتمد على لائحة موجودة للجامعات تضم ثلاثاً وخمسين مادة تنظيمية تشتمل على نظام الاختبارات والدراسة، وما يلتحق بذلك من الاعتذار والتأجيل وطي القيد وإعادة القيد والحرمان والإنذارات وانتهاء المدة والتأديب وغير ذلك الكثير، وهذا يؤكد الحاجة إلى معرفة عدد من التوجيهات المهمة التي يحتاجها الطالب والطالبة عند رغبته في الالتحاق بالمرحلة الجامعية وهي:
|
1 - المرحلة الجامعية هي بداية التخصص الحقيقي للطالب والإبداع والتفوق في التخصص يحتاج إلى أسباب على رأسها وجود الرغبة والميل الطبيعي للتخصص ووجود الإمكانات الاستعداد العلمي والنفسي له، لأن من الطلاب والطالبات من يلتحق بالتخصص مجاراة لأقرانه وأصدقائه لا قناعة بمناسبته، وربما استشعر أهميته لكنه يفتقد الكفاءة له، وقديماً قال الشاعر:
|
إذا لم تستطع شيئاً فدعه |
وجاوزه إلى ما تستطيع |
وعلى الوالدين ألا يكرها أبناءهما على تخصص لا يرغبون فيه لأن هذا هو أول أسباب التعثر ثم الفشل؛ لأن الإنسان إذا أحب شيئاً كافح للوصول إليه.
|
2 - التعرف على أنظمة الدراسة والاختبارات وهي مهمة جداً منذ البداية وعادة ما تقوم الجامعات بتوزيعها في مطويات في أيام التسجيل، كما أنها موجودة على مواقع الجامعات على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) لأن الطالب لا يعذر بالجهل لوجود أسباب العلم، وقد يقع في أخطاء تعيق أو توقف دراسته الجامعية وهو أمر يقع فيه كثير من الطلاب والطالبات نتيجة التهاون وعدم المبالاة .
|
3 - الجد والمثابرة منذ الفصل الأول؛ لأن الفصول الأولى أهم في بناء معدل الطالب ما دام أن رصيد الساعات قليل؛ لأنها إذا كثرت في الفصول النهائية صعب جداً تغيير المعدل حتى لو حصل الطالب على تقدير (ممتاز) حسب النظام التراكمي، والحصول على معدل مرتفع يفيد الطالب كثيراً في التوظيف ومواصلة الدراسات العليا، وهذا هدف مهم لا ينتبه له البعض إلا بعد فوات الأوان.
|
4 - أن يستشعر الطالب والطالبة أنه بدراسته الجامعية يشكل لبنة مهمة في بناء مجتمعه وعنصراً مشاركاً في مسيرة الخير والصلاح في بلاده وألا يستهين بدوره مهما كان تخصصه وطبيعة عمله فبلادنا تحتاج الجميع ولا أدل على ذلك أن ملايين الوافدين هم من يقوم بمشاريع البنية الأساسية مع أن الواجب أن تكون على أكتاف أهله فهم أكثر ولاءً وانتماءً وإخلاصاً، بعد توفيق الله يمكن لهذا الجيل القادم من الشباب والشابات أن يعوض النقص والخلل السابق وما ذلك على الله بعزيز.
|
أسأل الله أن يوفق الجميع ويأخذ بأيديهم إلى كل خير وأن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها ورغد عيشها وأن يوفق ولاة أمرها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين وسمو النائب الثاني لكل خير ويعينهم عليه، إنه سميع مجيب.
|
(*) عميد مركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |
|