قال الأستاذ ناصر بن محمد الحقباني الرئيس التنفيذي لمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية إن د. غازي القصيبي هو مدرسة إدارية وعلمية وثقافية.. وبفقده نكون قد خسرنا أحد أقدر وأعلى المنابر الإدارية والثقافية في مملكتنا الغالية. ولاشك أنك عندما تجلس وتتحاور مع شخصية بحجم وقامة د. غازي -رحمه الله- فإنك تقف أمام رمز من رموزنا الإدارية المحنكة.
ولعل عشقه للأدب والثقافة انعكس على سلوكه في التعامل مع كل من حوله سواءً من قرنائه ونظرائه أو من هم أقل منه حيث تمتع -رحمه الله- بابتسامة دائمة في مختلف الظروف.. تلك الابتسامة التي كانت جواز المرور للدكتور غازي القصيبي لقلوب كثير من الناس حتى في الكثير من الأحيان الذين اختلفوا معه في وجهات النظر.
وقد كان لي الشرف بلقائه مرات عدة في مجال العمل، وعندما تطرح أمامه موضوعاً تتفاجأ أنه يطرح عليك عدة تساؤلات ويضعك أمام عدة خيارات، ومثل هذه النوعية الإدارية قلما تجدها.. أضف إلى أن من مميزات وصفات هذا الرجل الأخاذ.. أنه يذيب ما بك من عناء وجهد أو تحفز في اللقاء بدبلوماسية أخاذة وأريحية عطرة.. وإنني أقول وبكل حق وأمانة العزاء في هذا الأديب والدبلوماسي والمسؤول ليس لأبنائه وأسرته وأصدقائه ومحبيه بل العزاء لكل الوطن.. والعزاء لكل المثقفين.. والعزاء لكل إنسان لأنه رمز أيضاً من رموز الإنسانية في وطننا الغالي.
كما أنه ولا يخفى على أحد مكانة هذا الرمز الثقافية والإدارية بعدما استحدث لنا عدداً من الأساليب الإدارية الحديثة في قيادة كثير من مؤسسات الدولة التي تولى قيادتها.. ولعل عمله لمدة ثلاث ساعات في أحد مطاعم جدة ليعطي للشباب القدوة والدعوة العملية بعدم الاستهانة بالعمل مهما كانت هذه المهنة وكانت نقطة تحول في نظرة كثير من شبابنا لامتهان كثير من الأعمال، وهي نظرة إدارية ثاقبة تنم عن خبرة ودراية بالأمور وحرص على مستقبل من هم تحت مسؤوليته.
وفي ختام حديثه قال الأستاذ ناصر الحقباني نحن لا ننعي وفاة الشاعر الوزير الدكتور غازي القصيبي ولكن في الحقيقة ننعي أنفسنا بفقدان تلك الشخصية التي لم تؤثر في ثقافة ووعي الشعب السعودي وحسب بل امتد تأثيرها لكل الوطن العربي.