رحمك الله يا غازي، أنا هنا لن أتكلم عن مخزونك الأدبي الرائع فهناك فرسان سيتناولون سيرتك الشعرية وإبداعاتك الأدبية ولكني سأتناول شخصيتك الإنسانية والوطنية بإيجاز شديد لأنك رمز وطني يقتدى به، فأنت علم أبيض قاد الكثير من الشباب الواعي إلى طريق التطور الإيجابي الملتزم، بغض النظر عن بعض من أصابهم عمى الألوان فرأوا ذلك اللون الناصع بلون قاتم حسب نظرتهم السوداوية وحاربوك -سامحهم الله- وترصدوا لك ولم يدركوا جوهرك الصافي المضيء.
لن أتكلم عنك كإنسان مضى لأنك باقٍ في عقولنا ووجداننا وستتكلم عنك الأجيال القادمة الواعية بكل الحب والتقدير وستذكر لك صبرك وجهدك في محاولاتك للتطوير والتغيير، فقد سبقت الرئيس أوباما بشعار التغيير، فأنت فارس في حرب كان لا بد لها من اسم كاسمك (غازي).
كلنا يعلم أن ثروتك بعد رحيلك كبيرة لا تحصى ليست بالمال؛ فالمال لم يكن يهمك، فقد كنت عف اللسان عمن أساءوا إليك، وعف اليد عن كل ما هو حرام، وإنما تركت قصوراً من العلم والأدب والشعر ومزارع لا تحصى ستظل فواحة تزينها زهور إخلاصك وحبك وستبقى ثمارها يجني منها من أراد أن يكون خير سلف لخير خلف.
نم يا غازي.. يا غالي ويا عالي القدر والإحساس والهمة، نم قرير العين فأنت في رحاب ربك الكريم الرحيم العالم بخفايا النفوس، غفر الله لك يا غازي وغفر لنا ولجميع المسلمين والمسلمات.