Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/08/2010 G Issue 13839
الخميس 09 رمضان 1431   العدد  13839
 
في حضرة الغائب الأكبر
سليمان الصقعبي

 

صديقي الأجمل معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء أو الرجل الأقرب لأستاذي الراحل غازي القصيبي.. التقيته بالأمس في ذات المكان الذي كنت التقيه فيه ولكن اليوم كان مختلفًا لم يكن المكان كما هو، لم تكن الروح ذات الروح، لم يكن غازي معنا كعادته، غابت تلك الابتسامة الرائعة والقفشات الأروع عندما كان يداعبني بشأن الفرق بين حجمي النحيل وقامته الشامخة، وعندما يبتسم بصفاء يفوق صفاء القمر، عندما يستمع للحديث الباسم بيني وبين صديقه وصديق الجميع الدكتور عبد العزيز الخويطر.

اليوم كانت الدموع تملأ عيني أبا محمد، غابت تلك الضحكات وهو يحدثني عن آخر لقاء جمعه بالفقيد قبل أسبوعين، وعن مدى صلابته وقوة إيمانه وآخر ما قاله الفقيد لأعز صديق ورفيق دربه. أردت الخروج من المكان فقد بدا موحشًا ومقفرًا إلا من رائحة مسك تملأ المكان هي ما التقطه ذلك الكرسي الذي رأيته اليوم خاليًا على غير العادة، وكأنه يسألني عمّن كان يقبع في حضنه، وكان أخف على قلبه من النسمة بالرغم من ضخامة جسده. أردت أن أحدثه وأقول له: ستنتظر طويلاً ولن يأتيك، فقد رحل هنااااك إلى كنف الرحمن، إلى من يعلم قدر حبه لنا، إلى من يعلم كم هو مخلص ومحب لوطنه ومليكه وشعب وطنه، إلى من يعلم كم كان يقاتل ويذود عنّا بمفرده متأبطًا سيف علمه وفكره الذي سبقنا بأميال، ولكننا وبكل الأسف خذلناه كثيرًا، ومع كل ذلك ظل ينافح عنّا ويقاتل بالورد من أجلنا، نعم لقد رحل وترك في حلوقنا غصة، وفي قلوبنا حسرة لن تبرأ كغيرها من الجروح، نعم.. وكما قلت اليوم لصديقي وأستاذي عبدالرحمن السدحان إنني بالرغم من إيماني التام بهذه الحقيقة الأصدق إلا أني لا أتخيل الدنيا بلا غازي.. عذرًا أبا محمد سأخرج الآن، فلم أعد أطيق المكان، ولكن لن أغيب عنك سأزورك دائمًا لأشم ما بقي من رائحة أبا يارا ولاستكمل في عينيك قراءة رواية اسمها غازي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد