عبثا تنشد الكؤوس لتسلى |
مات سحر الكؤوس .. ملّ الندامى |
|
أما آن يا ريح أن تهدئي |
ويا راكب الريح أن تتعبا |
بلى قد آن، فقد تثاءب العمر وتوثبت المنية، آن الأوان يا وزير الحرف، وأمير الكلمة، آن للسهد أن ينام، آن للجرح أن يستكين، آن للعمر أن يذهبا، وللتاريخ أن يؤرخ ويقيدا.
|
اكتب أيها التاريخ، سجّل مسيرة الوزير السفير …الشعر والشاعر… الإدارة والسياسة… القلم والحبر.. الأسطورة...الاستثناء.. العَلم الذي في رأسه نار..» مصائب شتّى جمعت في مصيبة» يا للجراح الأليمة، ويا للذكريات الحزينة، ويا فقدا يشبه فقد الوطن للزهر والشجر.
|
رحل الغازي في كل الجبهات، رحل من كل الجهات، من الشعر والفكر، من الأدب، من كل الوزارات، ترى ما الذي أصابه، ومن الذي شن الغارات؟
|
هو السقم، ثم هادم اللذات.
|
كنا نشفق على أنفسنا مما أصابه من المرض والألم، ونخشى على هذه القامة الفارعة في الأدب أن تضمحل ويقل إنتاجها بسبب سقمه، وإذا بنا نُفجع بأشد من ذلك، حيث» أشد من السقم، الذي أذهب السّقما»
|
|
لتهنأ الصحراء، ولتبتهج رمال البيداء، وتضم مهندا يضاف لزمرة الشرفاء.
|
هذا الموت، هادم اللذات ومفرق الجماعات... لا يأبه بأحد، ولا يكترث أن ينقض المواعيد، ويخلّ بالعهود، يهجم وينقضّ حيث نظن أنه أبعد ما يكون.
|
عفوا، فلا تدري، ولا علم لي |
كيف يعادي الموت أو يجتبي |
نستغفر الله، ونتوب إليه، فما هي إلا غصة حرّى، ودمعة حيرى، ونعلم أنه...
|
على ذا مضى الناس اجتماعٌ وفرقةٌ |
وميت ومولود وقال ووامقُ |
|
يا قصاب القلوب، وموجع برحيلك الكبود، ستبقى ما بقي الوجود، تؤنسنا بأشعارك، وتتحفنا بما خطّه يراعك... و
|
سيُحيي بك السّمارُ ما لاح كوكب ٌ |
ويحدو بك السفّار ما ذرّ شارقُ |
سأقرأ كتبك حتى الثمالة، سأرويك كأبهى رواية، وأصّف مؤلفاتك في رفوف القلب، لتورق، وتنبت الزهر والعشب، فأنت المنهل الخصب، والمورد العذب، حيث من معينه الصافي سأرشف، ومن لذيذ ثماره أقطف، آه ثم آه... يا وجع هذا القلم...
|
|
فوا عجبا منّي أُحاول نعته |
وقد فنيت فيه القراطيس والصحف |
ومن كثرة الأخبار عن مكرماته |
يمر له صنفٌ ويأتي له صنفُ |
|
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى |
أن الكواكب في التراب تغور |
ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى |
رضوى على أيدي الرجال تسير |
القريات |
|