أقل من اثنين وسبعين ساعة وتنطلق الصافرة الأولى مؤذنة بانطلاقة دوري (زين) السعودي، وبداية مرحلة جديدة من مراحل الإثارة والتشويق في أقوى المسابقات وأكثرها أهمية وأدقها إنصافاً!!
عندما يبدأ الدوري تبدأ معه مرحلة كشف حقيقة الفرق الأربعة عشر التي تتنافس على لقبه - هل قلت تتنافس فعلاً - ويبدأ أيضاً ذوبان تصاريح الوعود ولافتات الآمال والتفاؤل.. ويكون الملعب.. والملعب هو الفيصل.. ومن سيكون الأقوى والأجدر والأطول نفساً والأشد عدة وعتاداً سيكون هو البطل في النهاية..
كما هي العادة تدخل الفرق المتنافسة الدوري بحسابات وواقع متباين.. فالهلال حامل اللقب ما زال يعاني ويعاني.. ويكذب الهلاليون على أنفسهم إن ظنوا أن فريقهم سيكون مثل وضعه في الموسم المنصرم.. هذا مع ثبات الأسماء.. فالرياح تبدلت واتجاهها نحا ضد منحى الطموح الهلالي.
الواقع يقول إن الفريق الأزرق يلعب من غير (نفس) واللاعبون - أو هكذا صور لهم - لا يفكرون إلا في دوري أبطال آسيا.. والمدرب سيرحل في أي لحظة.. ومن يصدق مثلاً أن الأخبار ما زالت وقبل انطلاقة الدوري بأيام تتداول أسماء المرشحين لخلافة إيريك جريتس على مقعد الإشراف الفني على الفريق حامل اللقب!!
تقول العرب (جزى الله الشدائد كل خير..) ولابد أن الهلاليين يرددون هذا الشطر المشهور بلا حاجة إلى عجزه!! فشدة خسارة لقب دورة النخبة على الرغم من أنها لم تكن مؤلمة بشكل كبير إلا أنها فرصة مناسبة لتفادي أمور أشد منها.. وضربة لا تقتل.. «تعلم»!!
أما الاتحاد المرشح الآخر للقب.. فحاله ليست بعيدة عن حال الهلال فالظروف تتسابق هذه الأيام للنهش من حظوظه وتضعف على نحو أو آخر من قدراته.. فالفريق استعد في البرتغال.. والناس تتابع ما يحدث له في جدة!! وحتى هذه الساعة ما زالت مشكلة لاعبه الكبير محمد نور معلقة.. ما ينذر باشتعالها في أي لحظة.. ولابد أن شررها سيطول الفريق وممرنه مهما حاولت إدارة علوان وضع حمايات كافية لاتقاء ذلك..
ومن إسبانيا جاء العرض الاحترافي لهزازي ثم الإعلان الرسمي من النادي الإسباني.. لا نعرف هزازي ولم نطلبه.. ليرمي بثقل موجع على تحضيرات العميد لبدء المنافسة!!
وعلى كل حال.. فالهلال والاتحاد فريقان كبيران خبيران بإمكانهما تجاوز مثل هذه الظروف والضرب بقوة في الدوري، لكن ذلك يحتاج إلى المزيد من العمل الإداري والفني بالإضافة إلى دور اللاعبين في مثل هذه الظروف.
الشباب.. يبدو أكثر الفرق ترشيحاً.. وأكثرها استقراراً أيضاً.. وقد جاء معسكر الفريق.. واختيار ممرن جديد له.. ثم فوزه بكأس دورة النخبة الدولية لتعطي انعكاساً مثالياً لحال الفريق.. الذي أعتقد ومن وجهة نظر خاصة أنه سيكون فارس الرهان الأول هذا الموسم!!
والنصر.. يدخل هذا الموسم بطموحات كبيرة بحثاً عن لقب لم يعرف له طعماً طوال الـ17 عاماً الماضية.. وكما هي العادة كل الموسم.. ينثر عشاق العالمي - كما يسمونه - التفاؤل في كل جانب ويراهنون على فريقهم من كل اتجاه.. وفي ظني أن النصر سيكون منافساً قوياً هذا الموسم، لكنه سيجد صعوبة بالغة في المضي نحو الصعود أولاً لمنصة التتويج..
الفريق النصراوي ينعم باستقرار كبير.. وبدعم قوي، ولديه مدرب صارم، وإدارة تتلمس خطوات النجاح، وجمهور (يذهب) معه إلى ملعب.. لكن الفوز باللقب ما زال باكراً.. فالأصفر ما زالت به بعض معاناة من آلام السنوات العجاف.. وعندما يأخذ عرابه الأمير فيصل بن تركي الوقت الكافي لمداواة كل هذه الآلام، سيعود النصر الذي ينتظره محبوه!!
بقي (10) فرق في دوري زين ولن أسمي..
خمسة منها في منطقة الوسط وسيكون لها دور (فقط) في تحديد البطل بحسب نتائج مواجهاتها مع المرشحين (الكبار).
وخمسة أخرى همها البحث عن النجاة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى فقط.. فهي لن تنافس.. ولن ترسم سيناريو البطولة مع كامل احترامي لها!!
من يحمي حقوق الأندية
أشهرت هيئة دوري المحترفين السبت الماضي القمصان الجديدة لأندية الدوري..
وأجزم أننا سنجدها الأسبوع القادم في محال الملبوسات الرياضية المقلدة المنتشرة في شوارع المدن والمحافظات السعودية.
هذه المحال.. هي التحدي الأكبر الذي يواجه هيئة دوري المحترفين هذه الأيام..
هل تفلح الهيئة في استصدار قرار قوي حازم يجرم بيع الملابس المقلدة وحماية شعارات الأندية من عبث العابثين..
أم تفشل وتظل شعارات الأندية ضائعة وحقوقها مهدرة وأموالها تذهب إلى أيدي العمالة وحائكي الملابس في الشرق الآسيوي؟؟
هذا من جهة..
ومن جهة أخرى.. أرى أن من اللازم أن تعمل الهيئة على بيع قمصان الأندية بأسعار معقولة..
فليس منتظراً من أي مشجع مهما بلغت نسبة إخلاصه لناديه أن يترك محلاً ليبيع القميص بـ20 ريالاً وإن كان مقلداً.. إلى آخر يبيعه بـ200 ريال - أي عشرة أضعاف السعر - حتى وإن كان قد حاكها بأغلى أنواع الخيوط وأجود الأقمشة وأمهر الأيدي العاملة!!
السؤال.. ماذا ستعمل الهيئة؟؟ بانتظار الإجابة من الدكتور حافظ المدلج الخبير بهذه الأشياء والمعاملات.
مراحل.. مراحل
لأن المسألة ارتبطت بالدفع والشراء وليست بالتصويت فقد حقق الهلال الأولوية في مبيعات منتجات دوري المحترفين.. وليس ذلك بغريب على حامل اللقب!!
كما أن في الدوري اختباراً للأندية، فإن فيه أيضاً اختبار صعب جداً للوافدين الجدد من اللاعبين المحترفين!!
إثارة الرائد والتعاون بدأت مبكراً.. وهذه المرة عن طريق اللاعب الثاني السابق والأول حالياً عبده حكمي!!
فعلاً يا سعد الحارثي.. لا نقول أمام مروجي الشائعات ومرددي الإسطوانات البالية المخروقة إلا: (حسبنا الله ونعم الوكيل).
آخر الكلام
مبارك عليكم الشهر.. وأسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وألا يكون حظنا فيه الجوع والعطش وملاحقة الفضائيات فقط..
أسأل الله أن يوفقنا وأن يقبل منا وأن يرحمنا فيه وأن يكفر عنا خطايانا ويقبل توبتنا. وكل عام وأنتم بخير..
sa656as@yahoo.com