تقرير - ياسر الهزيم
دخل فريق الاتفاق الكروي المرحلة الثالثة والأخيرة من تحضيراته الاستعدادية للموسم الرياضي المقبل وذلك من خلال التدريبات المكثفة التي يجريها على ملعبه بالدمام، بعد فراغه من المعسكر الخارجي الذي أقيم في مدينة بيرن برغ الألمانية وخاض خلاله الفريق 9 مباريات ودية ضمن البرنامج المعد من قبل الجهاز الفني للفريق.
وكانت التحضيرات الاتفاقية في مرحلتها الأولى والتي انطلقت قبل شهر تحت قيادة المدرب الروماني إيوان مارين بالدمام خصصت للجوانب اللياقية والنواحي الفنية عبر فترتين صباحية ومسائية حرص من خلالها الجهاز الفني لرفع المعدل اللياقي ورسم بعض الخطط الفنية طبقت على أرض الواقع من خلال المباريات الودية التي خاضها الفريق مع عدد من الفرق المحلية بالمنطقة الشرقية تعرّف من خلالها على بعض إمكانيات اللاعبين الصاعدين والمنضمين حديثا للفريق، حيث وضع تصوراته الفنية عن جميع اللاعبين ومنها وقع اختياره على القائمة التي غادرت للمعسكر الخارجي في ألمانيا والذي سيخصص في هذه المرحلة على خوض المباريات الودية لتطبيق الخطط والتكتيكات الفنية التي سينتهجها في أسلوب لعب الفريق الموسم المقبل.
وسعت إدارة النادي منذ البداية وضع خطط التحضيرات للفريق للموسم الجديد بقيادة رئيسها الذهبي عبد العزيز الدوسري لتخطي العقبات وتصحيح جميع السلبيات التي واجهت وصاحبت مسيرة فريقها الكروي الأول في الموسم الماضي، وذلك من خلال التحركات الإيجابية التي بدأت تظهر ملامحها على السطح في الآونة الأخيرة وخلال التحضيرات الجدية التي دخلها الفريق استعداداً للمنافسات المقبلة في الموسم الجديد، حيث جاءت التحركات على إيجاد حلول جذرية على قدر الإمكان فيما يخص الأمور المالية وراع يدعم خزينة النادي لتنفيذ الخطط والبرامج المعدة لإعداد الفريق بجانب التعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين لتدعيم صفوف الفريق وتجديد عقود بعض اللاعبين الحاليين.
وجاءت أولى التحركات الاتفاقية بالبحث المركز عن لاعبين أجانب مميزين يدعمون بهم فريقهم بعد الإخفاق الذي سجله اللاعبون في الموسم الماضي، حيث أعلنت الإدارة في بداية الأمر عن تعاقدها مع اللاعبين البرازيليين ماريو لازاروني وماتيوس اللذين يلعبان في خط الوسط وأتبعوا ذلك بالتعاقد مع المهاجم الأرجنتيني سبستيان تيجالي الذي التحق بمعسكر الفريق، واختتم الاتفاقيون هذا الملف بإنهاء صفقة التعاقد مع الظهير الأيسر الدولي العماني حسن مظفر ليكملوا بذلك عقد اللاعبين المحترفين الأجانب لفريقهم، كذلك نجحت الإدارة الاتفاقية في الظفر بتجديد عقود عدد من اللاعبين، منهم المدافع الصلب فهد المفرج والحارس محمد خوجة لمدة موسمين مقبلين بعد المستويات الجيدة التي قدموها في الموسم الماضي، وواصلت طريق الدعم الفني بجلب مدافع الفريق السابق أحمد البحري الذي انتهى عقده السابق مع فريق النصر وحصوله على مخالصة نهائية، في الوقت الذي دخل فيه عدد من اللاعبين في تجارب فنية كلاعب الأهلي تركي الثقفي ولاعب الهلال والرائد سابقاً أحمد الحربي ولاعب فريق الكويتي الكويتي ناصر الدوسري، كما جاءت عودة الظهير الأيمن المعار لنادي الاتحاد اللاعب راشد الرهيب لتضيف الشيء الكثير للفريق .. إضافة إلى ذلك نجحت الإدارة وبعد جهد كبير في إقناع مسئول الاحتراف بالنادي خالد الحوار من تسلّم مهام مدير الفريق بعد استقالة مدير الفريق السابق محمد الدوسري، كما نجحت في الظفر بخدمات المدرب الوطني سمير هلال الذي دخل ضمن الطاقم الفني للفريق كمساعد للمدرب، وهو يعتبر إضافة فنية جيدة لما يمتلكه من إمكانيات فنية عالية.
ومع هذه التحركات الاتفاقية الجادة تلقّت الإدارة الاتفاقية دعماً مادياً جيداً قدم من عضو شرف النادي الأمير فيصل بن فهد بن عبد الله، وكذلك من اللاعب المنتقل حديثاً للنصر عبد الرحمن القحطاني ممثلاً في راتب شهر واحد لجميع اللاعبين، وهذه اللفتات لاقت ترحيباً وتقديراً كبيراً من قبل مسئولي النادي الشرقي مع أماني في تحرك والالتفاف شرفي أكبر من ذلك في الفترة المقبلة.
وكانت بوادر أزمة الانفراج للأزمة المالية التي كان يعيشها النادي تمثّلت في بيع عقد اللاعب عبد الرحمن القحطاني لنادي النصر بمبلغ وصل إلى تسعة ملايين ريال حصة النادي، وهو ما أعطى الإدارة الفرصة للتحرك السريع لتنفيذ بعض برامجها المعدّة لتحضير الفريق، رغم أنها خسرت أحد نجومها لكن الحاجة ورغبة اللاعب بالانتقال عجّلت بإتمام الصفقة الناجحة لكلا الأطراف.
وجاءت مرحلة التحضيرات الأخيرة للفريق الاتفاقي عبر التدريبات الفنية واللياقية المكثفة فور وصول الفريق إلى الدمام، حيث لم يمنح الجهاز الفني اللاعبين راحة سوى يوم واحد استؤنفت بعدها التدريبات استعداداً للمواجهة التي ستجمع الفريق أمام فريق الاتحاد في جدة في مستهل مشوارهم في المنافسات المحلية عبر دوري زين السعودي.
وحول هذه التحضيرات أشاد رئيس النادي عبد العزيز الدوسري بالعمل الجبار الذي قام به الجهازان الفني والإداري واللاعبين أيضاً وطوال مراحل الاستعداد، حينما قال إن التحضيرات لهذا الموسم كانت مختلفة تماماً سعينا فيها لتلاشي أخطاء الموسم الماضي من خلال تنفيذ البرنامج المعد من الجهاز الفني، والانتقاء الجيد للاعبين الأجانب والذي نتمنى أن يوفقوا في مشوارهم مع الفريق ويكونوا إضافة جيدة هذا الموسم، مضيفاً بقوله: أعتقد أن هذا العمل الجيد سينعكس بالإيجاب على مسيرة الفريق وهذا ما نتمناه بإذن الله ويبقى أن يكون اللاعبون في جاهزيتهم الفنية والمعنوية والذهنية، خصوصاً أن المشوار هذا الموسم سيكون أصعب مما سبق في ظل التحضيرات القوية من جميع الفرق.
في حين ذكر مدرب الفريق الروماني إيوان مارين بقوله إن جميع المباريات التي لعبناها في بداية تحضيراتنا بالدمام أو في المعسكر الخارجي استفدنا منها كثيراً سواء على مستوى الأداء العام للفريق أو مستوى كل لاعب، وكيفية التحرك في أرجاء الملعب وتطبيق الخطط والتعليمات التي نأخذها في التمارين.
بالنسبة لي كمدرب وبالنسبة للاتفاق الاسم ليس ضرورياً بغض النظر هو لاعب أجنبي أو لاعب سعودي فهما متساويان، وهم جميعاً يلعبون للاتفاق واللاعب المنتظم ويطبق التعليمات، وأرى أن الاتفاق بحاجة له سيجد نفسه في التشكيلة الأساسية.
اللاعبون ونحن في الجهازين الفني والإداري نلعب للجماهير الاتفاقية ولإسعادها، والبطولات لا تتحقق إلا بتضافر جهود الجميع من لاعبين وجهاز فني وإداري وجماهير، نتمنى أن نلعب كرة حقيقة جميلة، وسنمسح الصورة التي ظهر عليها الفريق في الموسم الماضي، مع العلم أنني دربت الفريق، وهو في مركز متأخر جداً.