ها هو رمضان الفضيل يقرع الأبواب ل(يصحّي) النيام ويذكّر الغافلين بأن لهم إخوة في العقيدة والدم والمواطنة لا يمتلكون ما يملكون في مقدم هذا الشهر الفضيل من مال أو زاد أو استعداد سوى القناعة أو التعفف أو الصمت المطبق الذي يجنبهم ذل السؤال في الوقت الذي تغمر خيرات هذه البلاد المباركة الكثير من بقاع الكرة الأرضية سواء أكانت قروضاً أو هبات أو مساعدات أو صدقات (الأقربون أولى بها من الآخرين) ناهيك عن الزكوات التي يحار بها أصحابها كيف وأين تُخرج أو إلى أين تذهب؟!
ومن هم المحتاجون إليها بالفعل، إذ لو أن كل محسن بحث حوله سواء أكان من خلال الحي الذي يسكنه أو من خلال العاملين معه في مجال العمل أو همس في أذن إمام المسجد الذي يصلي فيه لوجد الأبواب التي تتوارى خلفها الأسر المحتاجة والمتعففة.
صحيح أنه لا توجد أسرة واحدة في هذا الوطن الكريم تعاني الجوع الحقيقي لقلة الزاد، ولكنها قد تعاني معاناة ذريعة من عدم توفر ما يحفظ الزاد (كالثلاجات أو برادات الماء أو المكيفات) لاسيما وأن رمضان الكريم يأتي هذا العام في (جمرة القيظ)، وصحيح أيضاً أنه قد تملك هذه الأُسر مثل هذه الكماليات ولكنها (لربما) لا تكون بالصلاحية المتوخاة لحفظ الأطعمة أو توفير التبريد اللازم لمساكن تلك الأُسر.
أقول ها آن رمضان شهر التوبة والغفران والتسامح يطرق الأبواب مرة أخرى ليذكّر الغافلين منا بوصل الرحم وإصلاح ذات البين إذ ليس هنالك أجمل من أن تطرق باب من بينك وبينه خلاف لتقول له (رمضان كريم) وعلينا أن نقتدي به في كرم الأخلاق والتسامح والصفاء والله يحب الكريم لأنه جلّت قدرته أكرم الأكرمين، وكل عام وأنتم بخير.