قرأت تعقيب مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للطيران المدني المنشور في (عزيزتي الجزيرة) على مقالي (مطار جدة والإتاوات الجديدة)؛ تحدثت فيه عن الإتاوات الجديدة التي فرضتها الهيئة مؤخراَ في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، وسوء الخدمات في هذا المطار. ولي مع هذا التعقيب وقفات سأوجزها في ما يلي:
أولاً: لم أتحدث في مقالي آنف الذكر عن (المواقف)، ولم أتعرض لها إطلاقاً، وبإمكان من أراد التأكد بالعودة إلى المقال. انتقدت على وجه التحديد أن يدفع كل من (مرّ) بمطار الملك عبدالعزيز للتحميل والتنزيل خمسة ريالات دون وجه حق؛ فمثل هذه (الإتاوة) لا وجود لها إلا في مطار الملك عبدالعزيز من بين مطارات دول العالم التي تحترم مواطنيها وزوارها، وأشرت إلى أننا قد نقبل هذه الإتاوة، ونتغاضى عنها، لو أن هناك من الخدمات ما يبررها؛ غير أن أغلب مطاراتنا، كبارها والصغيرة منها على السواء لا تليق بالمملكة، ولا يشرفنا نحن السعوديون، بأي حال من الأحوال، هذه الأوضاع المزرية فيها أن يصرف مدير عام العلاقات النقاش إلى قضية (المواقف) كما جاء في الرد، ويتغاضى عما جاء في المقال من نقاط، هو (تهرب)، ومحاولة غير نزيهة لصرف النقاش إلى قضايا جانبية لم أتطرق لها أصلاً في مقالي. وهذا واضح في الرد، ولا يمكن أن ينطلي هذا التدليس على القارئ، ناهيك عن كبار المسؤولين في البلاد.
ثانياً: لماذا تجاهل سعادة المدير سوء الخدمات، وتردي التشغيل، وقصور الصيانة، وتلك القذارة التي تلقاك في كل زاوية في جميع مطارات المملكة دون استثناء. أريد من سعادته أن يتكرم (مشكوراً) ويذهب إلى دورات المياه في أي مطار من المطارات التابعة لهيئته (العتيدة)، ليرى بنفسه كيف هي القذارة في أوسخ معانيها، ويسأل نفسه: هل يقبل أن تكون دورات مياه منزله بهذا المستوى؟.. أعرف أنه سيقول: هذا مستوى شعبك كما هي حجتهم في المجالس الخاصة. لا يا سيدي، السعوديون لا يختلفون عن الإماراتيين، ولا عن القطريين، ولا عن البحرينيين، ولا عن العمانيين، فلماذا مطارات تلك الدول (فخرٌ) لشعوبها، بينما مطاراتنا مصدر (خجل) لنا؟.. ألا يكفي ذلك إثباتاً على أن (إدارة) هيئتكم ليست أهلا لمثل هذه المسؤوليات؟. هذه هي الحقيقة، ولا يمكن أن تحجب الشمس بغربال.
ثالثاً: جاء في رد سعادة المدير العام ما نصه: (إن الهيئة العامة للطيران المدني تتفهم ما يطرح من أفكار وانتقادات من قبل كتّاب الرأي وتتمنى من ذوي الأقلام الجادة أن يدعموا توجه الهيئة فيما يطرح من مشاريع تطويرية وتنظيمية، حيث ندرك بأن التغيير يواجه أحياناً بالمقاومة وبالذات من المستفيدين من الوضع السابق).. وهذه هي المشكلة، والمبررات التي نسمعها دائما: السبب (الحرس القديم)، والمستفيدين من الوضع السابق، كما هي حجة كل فاشل في إصلاح جهازه!.. دعني أقولها لك بالعامية: (يا خوي قش المستفيدين من الوضع السابق، أطردهم؛ من رادك؟). أما إذا كانت الإدارة الحالية عاجزة عن طردهم، فمعنى ذلك أنك تعلن على رؤوس الأشهاد ضعف الإدارة الحالية، والضعف فشل؛ ولن أقول أكثر من ذلك.
رابعاً: هناك الكثير من الشائعات التي تتحدث عن سبب هذا الفشل، ولا بد أنها وصلت إلى مسامعك؛ ولأنها اتهامات (خطرة)، وليس لديّ دليل ملموس عليها، فلن أتطرق إليها؛ ولكن (لا دخان من دون نار)!
المهم يجب أن تتأكد أن وضع (المطارات) في المملكة لا يمكن أن ترضي كبار المسؤولين في هذه البلاد، خاصة وأننا نعيش في عهد الصلاح والإصلاح، عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله-، وفي عهده الميمون ليس ثمة مسؤول لديه حصانة من النقد (كائناً من كان). وكما يقولون: قد تخدع الناس (بعض) الوقت ولكن لن تخدعهم (كل) الوقت.
إلى اللقاء.