تأليف: فائز بن موسى البدراني الحربي
|
قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف
|
|
حينما أقرأ في كتب الأستاذ القدير: فائز بن موسى البدراني الحربي - حفظه الله ورعاه - ألمح دقّة التأليف، والتألُّق في التصنيف، وتحسّس مواضيع التراث والتاريخ والأنساب، ألحظ في كتاباته المصداقية، والأمانة العلمية، قرأت كتابه: (أعلام تشرّفت بالحديث عنهم) - الطبعة الأولى لعام 1430هـ - 2009م من طبع دار البدراني للنشر - فعشت معه أوقاتاً ممتعة، وساعات جميلة، وهو ينقلني من عالم في التراث إلى محقّق في الأنساب، إلى أعلام تاريخية عُرفت بحب العلم، والحدب عليه، والجودة في التصنيف، بل هم أعلام عاشوا تاريخهم وتاريخ من قبلهم، وهؤلاء الأعلام منهم من منّ الله عليه بطول العمر، ولباس العافية، وأسبغها عليهم كاملة مكملة، ومنهم من اختاره الله - جلّ في علاه إلى جواره، فعليهم منه شآبيب العفو والرحمة والغفران. وفي نظري أنّ الترجمة لهؤلاء الأعلام نوع من الوفاء، وحقٌ من حقوق العالم على المتعلّم، وقد ترجم لأعلام بارزين، وأفذاذ حاذقين وهم عشرون عَلَماً، لم يحصرهم المؤلف الفاضل في بوتقة واحدة، فمنهم من نبغ في التراث وبرز في التاريخ، ومنهم من تألّق في علم الأنساب، ومنهم علماء أجلاء فيهم سماحة الإسلام، ووسطية الدين، ومنهم الأديب المتذوّق، والشاعر الموفّق وهم على التوالي: (خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، العلاّمة حمد الجاسر، السميط، عبدالمقصود خوجة، عبدالله العقيل، سعد الجنيدل، نايف المعمري، عبدالرحمن البطحي، محمود بن علي بن عمرو سيد بني حرب، صنيتان بن راجح، عبدالله الزامل، محمد العسيلي، محمد بن معيقل البلوي، العبودي، صياف الحربي، محمد بن عبدالله بن عبيد آل رشيد، أبو عبدالرحمن الظاهري، الدكتور: مرزوق بن تنباك، البلادي).
|
جاءت هذه التراجم عزيزة المنال، ورفيعة المقال، عزَّ أن نجد ترجماتهم في كتاب آخر لأنهم أعيان في التراث العربي سواءً أكان أدباً أو تاريخاً أو جغرافية أو دعوة أو إصلاحاً.
|
واختصاراً هم نخبة من رجالات هذا الزمان الماضي والحاضر والمستقبل ولكل زمان دولة ورجال، ولنصغي سوياً إلى حديث المؤلف النحرير الخبير ليقول لنا في مقدمته الضافية ما نصّه: (هذه وقفات سريعة مع بعض الأعلام الذين تشرف قلمي المتواضع بالكتابة عنهم في مناسبات مختلفة، ولأسباب متنوّعة وفي أوقات متباعدة لأنهم لم يعيشوا في زمان بعينه، ولم يجمع بينهم مكان واحد، وإنما كان الرابط بين من كتبت عنهم أنهم وجوه مشرقة من ملايين الوجوه التي عاشت على أرض بلادنا الغالية، ورسمت على أرض مجتمعنا لوحات مضيئة ونقشت أسماءها على ذاكرة الزمن قديماً وحديثاً)، ثم أبان المؤلف بطريقته الفذّة في تناول التراجم فقال - رعاه الله - (إنها لا تستقصي معلومات المترجم له، ولا تعني بحق المتحدث عنه، إنما هي ومضات وإيضاءات سريعة، ومحاولة للتعريف والتذكير لمن لم ينصفه الإعلام من أولئك الأعلام وتعبير عن مشاعر الإعجاب والمحبة والإكبار لمن هو أكبر من تعريف قلمي القاصر).
|
ثم دلف المؤلف في حياكة تراجمه وهي حقاً وحقيقة جاءت عذبة فذّة، من ذلك ما قاله عن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير الطُلعة سلمان بن عبدالعزيز - طيّب الله أثره - ونصّه: (هو قارئ واسع الاطلاع.... وبالذات ما يتعلّق بتاريخنا المحلي، كما أنه نسابة ملم بأنساب الأسر السعودية، وخبير بأحوال القبائل العربية إلى حد يجعله ينافس الباحثين المتخصصين في ذلك... وهنيئاً لنا نحن معشر الباحثين والمؤرخين بهذا الأمير.. هو أمير المؤرخين ومؤرخ الأمراء).
|
وفي موضع آخر يقول عن علاّمة الجزيرة العربية وعلامتها الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - وأسبل عليه سربال الغفران - (لقد انفرد الشيخ من ضمن ما انفرد به في منهجه الذي لا يضاهى.. أن نظرته إلى علم الأنساب كانت مبنيّة على إدراكه العميق لارتباط علم الأنساب بتراث الأمة، فكانت نظرة مجرّدة من كل غاية لا تهدف إلاّ إلى خدمة هذا التراث). ومن جميل الشعر وعذبه ورونقه ما قاله الشيخ الجليل العالم العلاّمة عبدالله العقيل - حفظه المولى جلَّ وعلا - في إحدى زياراته الأثرية والتراثية والمتحفّية للقطيف:
|
وقائلة: ذهبت إلى القطيف |
فقلت نعم، مع الرجل الظريف |
محمد ابن عودة من تسامت |
به الأخلاق من كفؤٍ شريف |
حفظ الله المؤلف وأسبغ عليه نسجه سربال العلو والامتاع والتقدير.
|
عنوان المراسلة: |
ص. ب 54753 الرياض 11524 - فاكس 2177739 |
|