هكذا هم الكبار اسماً ومعنى.. أينما حلّوا وحيثما ارتحلوا.
إذ لابد أن يكون لهم صداهم وتأثيرهم الذي يوازي أحجامهم وثقلهم.
فهم كالغيم المثقل بالغيث والخير والبشرى، وكالشجر الذي يمنح الظلال والثمار ولا يضيره أن يقذفه الصغار بالحجارة.
هكذا جاء تواجد (زعيم القرن) هذه الأيام على أرض عروس المصايف (أبها البهية).
يقول بعض (المهرجين): إنّ الهلال أنقذ البطولة الدولية التي اختتمت يوم الجمعة الماضي بمدينة أبها من الفشل، هم يقولون ذلك لا حباً في الهلال، وإنما نكاية بالبطولة بشكل عام كما هي عادتهم وديدنهم (؟!).
ذلك أنّ البطولة قائمة، قائمة، وعوامل نجاحها متاحة ومتوفرة سلفاً بفضل الله ثم بفضل الرجال المخلصين بقيادة أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير (فيصل بن خالد).
صحيح أنّ الهلال نجح في إضفاء الكثير من عوامل الجذب والإبهار الجماهيري والإعلامي للدورة.
وهذه ليست بدعة وإنما هي عادة.. فقد بات من المسلّم به أنه أينما حط الزعيم رحاله (حلّت البركة) وامتلأت الأجواء بهجة وضياء، وإلاّ كيف تزعّم نصف الأرض.
يعني باختصار: الهلال لم يكن كل النجاح، وإنما كان الجانب المضيء الذي أنار الملامح السحرية فكانت اللوحة البديعة.
بمناسبة الحديث عن الدورة وعن عوامل نجاحها.. ظهرت بعض الأصوات (المتأزمة) - كالمعتاد - في مثل هذه المناسبات.. لا للحديث عن إيجابيات الدورة سواء بالنسبة للفرق المشاركة، أو بالنسبة للمنطقة بصفة عامة كحافز جذب سياحي وتعريفي في غاية الأهمية.
وإنما للإلحاح في استجداء المتابع بأن يلغي عقله ويكذّب كلّ ما يشاهده بعينيه، وأن يسايرهم في خطهم المعاكس (البليد) المعتاد حول الكثير من المسلّمات التي منها جماهيرية الزعيم الجارفة (!!).
رغم أنّ هذه الحقيقة المجرّدة والمحسومة، لم تَعُد محل جدل منذ أكثر من عقدين من الزمن.. بقدر ما ظلّت تشكّل لبعض البلداء وسيلة للتواجد ولفت الأنظار فضلاً عن استرضاء بعض الجماجم الفارغة التي لا تبصر أبعد من أرنبات أنوفها (؟!!).
بين هؤلاء من يدندن حول مباريات طواها النسيان كونها أصلاً غير جديرة بالرسوخ في الذاكرة، لذلك ظلّت نسياً منسياً.
وبينهم من يعزف على وتر جوائز (زين) التي شابتها الكثير من الأقاويل والارتيابات حول الآلية المتّبعة في توجيهها وتوجُّهها.. هذا عدا بطلان الاعتداد بها كمؤشر على الجماهيرية بدليل تحقيق الفريق الشبابي لها في إحدى المراحل من الموسم الماضي (؟!!).
هذا رغم أنّ المسألة محسومة كما أسلفت وبالتالي فهي لا تحتاج إلى أكثر من الاحتكام إلى المنطق وإلى الشواهد الماثلة على الأرض وإلى الأرقام.. لا إلى الكلام الذي لا يمكن أن يزيد أو ينقص من الواقع المُشاهد، لا سيما وأنّ الحكي (ما عليه جمرك) على رأي أهل الحجاز.
كان الله في عونك أيها الزعيم.. إذ تجاوزت مسؤولياتك نطاق تحقيق تطلّعات الملايين من عشاقك، إلى توفير المزيد من المساحات لهؤلاء ومن هم على شاكلتهم لممارسة الركض والرقص معاً على أنغام الزيف والأباطيل وقلب الحقائق.
عموماً: شكراً لمن تكفّل بإقامة هذه البطولة وعمل كثيراً على إنجاحها تحضيراً وتنظيماً وإعداداً لتظهر كأحسن ما يكون.
شكراً للهلال الذي ساهم بفاعلية وبشكل كبير في إنجاح هذا المهرجان الرياضي البديع.
شكراً لجماهير الزعيم في كل مكان من أرضنا الحبيبة على دعمهم ومؤازرتهم وإنجاحهم لأي محفل رياضي يقام في أي بقعة من وطننا الغالي.
شكراً للفريق الشبابي الذي ساهم هو الآخر في إنجاح البطولة بتواجده وفاعليته وحضوره.. ولا عزاء للغوغائيين الذين لا همّ لهم سوى اللهث خلف الهلال أينما حلّ وارتحل.
بما أنني أبعث بهذه المادة إلى مقر الجريدة قبل التعرف على بطل النخبة، لهذا أقول: أمطري يا سحابة النخبة حيثما تمطري طالما أنّ ريعك لنا.
أنموذج
سأل المذيع ضيفه الصحفي (الثرثار) عبر الأقمار الاصطناعية عن إيجابيات بطولة النخبة الدولية بشكل عام.
وبما أنّ هذا الصحفي قد اشتهر ب(الانفراط) وفي دلق الكلام دون ضابط أو رابط.. مما أوقعه كثيراً في العديد من المواقف والمطبّات المزرية، ولكنه رغم ذلك يرفض أن يتعلّم.
لذلك راح يركّز في (ثرثرته) على الجزائية المحتسبة للهلال أمام الوداد المغربي، وأخذ يرعد ويزبد كعادته.
ولما لفت نظره المذيع إلى أنّ أحد الإعلاميين المغاربة قد أقرّ بصحة تلك الجزائية.. فما كان من الصحفي إلاّ أن ردّ قائلاً: ربما يكون هذا الإعلامي من مشجعي النادي المنافس للوداد.
قال المذيع اللمّاح: على هذا الأساس والقياس يجب إدانتك باعتبارك تشجع أحد الأندية المنافسة للهلال.. ومع ذلك لن يتعلّم ذلك الصحفي من سقطاته ومن عدم ضبط لسانه وحنجرته.
هذا أنموذج يوضح بجلاء مكامن الفوارق الشاسعة بين المذيع الكفؤ المتمكن، وبين المذيع (البردعة) الذي لا يهش ولا ينش، المنشغل باستجداء الإشادات من الأصدقاء، والذين لهم مصلحة من وراء (رشّة) المديح التي يتخذون منها وسيلة رخيصة للمداومة على (غث) المشاهد، إن لم يكن نهاراً فلا مناص من أن يكون ليلاً وهلم جرا (!!!).
مرحباً بالشهر الفضيل
شهر الصوم على الأبواب.. أسأل الله أن يتقبّل منا جميعاً الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيننا على طاعته.. وكل عام وأنتم بألف خير.