فاصلة:
(عدم الجواب هو جواب أيضاً)
- حكمة ألمانية -
نشرت جريدة الجزيرة تصريحاً لعضو شرف نادي النصر يفسّر مشاركة ناديه الرياضي في دقيقة حداد قبل لقائه خارج المملكة في لقاء ودي مع فريق إيطالي بأنه عُرف رياضي يحدث باستمرار. ما شدّني في التصريح أن سمو الأمير جلوي بن سعود قال: (لو أن نادي النصر رفض المشاركة في هذا البروتوكول لنشرت الصحف هناك أن السعوديين متعصبّون لذلك لم يسلم نادي النصر سواء شارك في ذلك أو لم يشارك). وتساءلت: هل نحن متعصبّون؟ ومن خلال محركات البحث في شبكة الإنترنت تعرّفت على أفكار الذين كتبوا حول هذا الحدث وتأسفت أن أجد العدوانية تنتشر في كل اتجاه في الكتابات، فمحبو نادي النصر يحقرّون من الأندية الأخرى في دفاعهم عن ناديهم، ومحبو أي ناد آخر يركّزون على المبالغة في اتهام نادي النصر بأنه يجاري أهل الكفر في أعرافهم.
كتّاب الإنترنت من الواضح أنهم محبطون لأنهم لا يستطيعون التعبير بحرية عن أفكارهم وسط مجتمعهم, ويشعرون بأنهم غير مقبولين فيلجأون إلى العدوانية والتعبير عن شعورهم بالاضطهاد والظلم في كتابة مقالات ضد الآخر لمجرد أنه مختلف عنهم في الرأي أو السلوك.
وتساءلت: هل نحن متعصبون بالفعل؟
وهل نحن مجتمع ناقد؟
التعصب بشكل عام هو شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر على باطل ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته.
فهل نحن نمارس التعصب في حياتنا؟
وللتعصب أشكال مختلفة قد يرتبط بعضها ببعض، فهناك التعصّب الديني، العرقي، الفكري، القومي، القبلي، الطائفي، والتعصّب للنوع الاجتماعي فأي من هذه الإشكال من التعصّب نعايشها في مجتمعنا؟
ثم هل التعصّب فينا سمة؟
هل نعاني الجمود في تفكيرنا أو نستخدم العنف لتحقيق غاياتنا؟
هل نتمركز حول الذات ولا نقبل الحوار مع الآخرين؟
ولكن كيف نفسّر أو نفهم التعصّب، كيف تتطور الاختلافات بين الثقافات أو الجماعات التي تصبح مشحونة عاطفياً نتيجة تراكم الخبرات دون تحليل أو فهم لأبعادها؟
وإذا نحن متعصبّون فلماذا نحن كذلك؟
لتحديد العوامل المؤثّرة في العصبية، هناك عوامل فردية وأخرى بيئية، فأما الفردية فهي ما يرتبط بتكويننا النفسي كأفراد فعندما نحاول إشباع حاجاتنا النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية قد تدفع بنا الحاجة إلى تقوية الشعور العنصري وبأننا الأفضل وغيرنا لا شيء وقد نلجأ إلى العنصرية لأنها تسمح لنا بتفريغ المشاعر العدوانية فعندما نحبط ونشعر بأننا غير مقبولين نحاول أن نمارس السلوكيات الرافضة للآخر.
أما العوامل البيئية التي تولّد العنصرية ففي مقالة الثلاثاء بإذن الله.
فقط علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن متعصبون؟ ولماذا؟ وكيف؟
nahedsb@hotmail.com