الجزيرة - محليات
بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في إغاثة الشعب الباكستاني بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة التي اجتاحت الشقيقة باكستان، ملبياً كعادته نداء الإنسانية عبر جسر إغاثي جوّي بين البلدين الشقيقين، ثلاث طائرات حتى الآن حطت على مطارات المناطق المنكوبة مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخواه الشمالي الغربي ومدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي الباكستاني، وقد حمِّلت الطائرات بكميات من المواد الإغاثية المتنوعة مثل الخيام والبطانيات والمستلزمات الحياتية اليومية.
وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين أن المملكة تقف دائماً بجوار الشعب الباكستاني في جميع المحن والظروف الصعبة، مشيراً إلى أن السفارة تشرف على جميع العمليات المساندة للجسر الجوي الإغاثي السعودي المستمر وعلى عملية توزيع المساعدات وتوصليها إلى المتضررين من الفيضانات في أنحاء مختلفة من باكستان. مشيراً إلى أن الجسر الجوي السعودي الذي تم تسييره بتوجيهات سامية لنقل المعونات الإغاثية بشكل عاجل إلى الأشقاء الباكستانيين المنكوبين وسط الفيضانات، يجسد حرص المملكة واهتمامها بباكستان وشعبها الشقيق.
من جهته أوضح معالي حاكم إقليم خيبر بختونخواه الشمالي الغربي الباكستاني عويس أحمد غني أن المملكة العربية السعودية دائماً في طليعة من يهب لمساندة الشعب الباكستاني كلما مر بأي ظروف صعبة أو كارثة إنسانية مثل التي يمر بها حالياً من جراء الفيضانات الكارثية.
وطلب المسؤول الباكستاني نيابة عن الحكومة والشعب الباكستاني نقل شكرهم وتقديرهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لما يوليه من رعاية إنسانية متواصلة لأبناء الشعب الباكستاني في كل الأوقات والمحن.
إلى ذلك أكد وزير الثقافة وشؤون الشباب في الحكومة الإقليمية عقيل شاه أن المملكة العربية السعودية دائماً في طليعة من يقدم المساعدات كلما مرت باكستان بأي ظروف صعبة، مؤكداً أن ذلك يجسد مدى حب شعب المملكة وحكومتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للشعب الباكستاني.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلاني قد ناشد المجتمع الدولي لدعم بلاده في التعامل مع الكارثة الإنسانية التي سببتها أسوأ موجة من الفيضانات تشهدها البلاد في تاريخها والتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع استمرار الأمطار الغزيرة وزحف الفيضانات نحو الشطر الجنوبي من البلاد.
وأوضح جيلاني أن باكستان تمر حالياً بظروف صعبة جداً لاسيما الإرهاب والتوتر الأمني في كراتشي وشهدت مؤخراً حادثة سقوط الطائرة المدنية بالقرب من إسلام آباد فضلاً عن كارثة الفيضانات التي شردت الملايين في مختلف الأقاليم الباكستانية.
وأضاف أن الحكومة الباكستانية وجهت مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات ودعم الجهود الوطنية الجارية لإغاثة المتضررين بالفيضانات.
كما ناشد جيلاني الباكستانيين المقيمين في الدول الأخرى بمد يد العون إلى أشقائهم الذين يواجهون ظروفاً صعبة وسط الفيضانات، بينما دعا الشعب الباكستاني بمختلف أطيافه العرقية والطائفية إلى ضرورة التوحد والوقوف إلى جانب الحكومة لمواجهة التحديات الوطنية.
وشكر جيلاني جميع الدول والمنظمات التي أعلنت وقدمت المساعدات والدعم للمتضررين بالفيضانات في باكستان.
وتأتي مناشدة جيلاني للمجتمع الدولي لتقديم الدعم للمتضررين بالفيضانات في باكستان بعد أيام من المناشدة التي أطلقتها هيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية الباكستانية وذلك لتفاقم حجم الكارثة التي تهدد حياة الملايين من المحصورين وسط مياه الفيضانات، والذي ينتظرون المساعدات العاجلة للحيلولة دون تعرضهم للجوع والفاقة والأوبئة المهلكة.
وكانت قد أجلت السلطات الباكستانية أكثر من نصف مليون شخص بإقليم السند تحسبا لأسوأ سيول تشهدها باكستان منذ 80 عاما، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص ودمرت حياة أكثر من أربعة ملايين شخص.
وامتدت السيول الجارفة من شمال غرب باكستان إلى إقليم البنجاب مركز الزراعة وإقليم السند فدمرت جسورا وطرقا وأهلكت محاصيل وأدت إلى عزل قرى على امتداد شريط طوله أكثر من ألف كيلومتر، بينما شاهد الباكستانيون قراهم وهي تنهار والآلاف وهم يلقون حتفهم غرقا.
ومن المتوقع هطول أمطار أكثر غزارة مما ينذر بمعاناة أكبر في إقليم السند الذي تمثل المناطق الزراعية أغلبيته.
وتوجد في الإقليم مدينة كراتشي المركز التجاري وأكبر المدن الباكستانية.
وقال قمر الزمان تشودري المدير العام لوكالة الأرصاد الجوية: «نتوقع أمطارا غزيرة في البلاد خاصة في المناطق التي تضررت من السيول».
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «لا تزال الأمطار الغزيرة تهطل و11 منطقة على الأقل عرضة للسيول في السند حيث تم نقل أكثر من 500 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمنا ولا يزال الإجراء مستمرا وفقا لتحذيرات إدارة الأرصاد الجوية».
وقال صالح فاروقي المدير العام لهيئة إدارة الكوارث في الإقليم «هطلت أمطار مستمرة وأدت إلى تفاقم الوضع في المناطق التي ضربتها السيول. أجبر الناس على ترك منازلهم بسبب السيول وعليهم الآن مواجهة مشاكل بسبب الأمطار».
إلى ذلك قالت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث في باكستان: إن عدد المتضررين من أسوأ فيضانات في البلاد منذ 80 عاما بلغ 12 مليون شخص.
وقال نديم أحمد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث: إن الرقم يشمل فقط إقليم خيبر بختون خوا الشمالي الغربي وإقليم البنجاب في وسط البلاد.
ولم تتوافر بعد أرقام من إقليم السند الجنوبي.
وفي تطور للأحداث في المنطقة، أعلنت مقاطعات في إقليم السند الباكستاني حالة التأهب القصوى أمس السبت تحسبا للسيول التي دمرت أجزاء أخرى من البلاد، ومن المنتظر أن تلحق السيول أضرارا كبيرة لاسيما بالمناطق الريفية في إقليم السند بعدما اندفعت من الشمال الغربي عبر مناطق الوسط الزراعية في البنجاب على امتداد مسار يبلغ نحو ألف كيلومتر على الأقل.