Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/08/2010 G Issue 13828
الأحد 27 شعبان 1431   العدد  13828
 
تقنية تصوير القمر.. لنا قبل غيرنا!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

أكدت المحكمة العليا -مشكورة-، تعزيز فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية، بجواز استخدام المناظير، وإدخالها حيز التنفيذ. وذلك حين أصدرت بياناً في العام الماضي «1430 هـ»، دعت فيه لأول مرة في تاريخها، لتحري رؤية هلال شهر شعبان، حددت فيه إمكانية رؤية الهلال بواسطة التلسكوب، ومثلها المناظير. مما يدل على أن إثبات رؤية الهلال، يكون عن طريق علماء فلك وشريعة، متمرسين في عملية الرصد.

إلا أن اللافت -هذه المرة-، أن الفلكيين سيصورون القمر لحظة الاقتران، لتحري هلال شهر رمضان هذا العام، مع أن عملية التصوير لم تكن ممكنة -سابقا-، ورصد الاقتران كظاهرة فلكية. وهذا ما بينه المهندس ماجد أبو زهرة -رئيس الجمعية الفلكية- في جدة، من أن: «الأمر اختلف، فهناك كاميرا خاصة تثبت على التلسكوب، وتلتقط مجموعة صور، تعالح عبر برامج فلكية في الكمبيوتر رؤية القمر، حتى وإن كانت إضاءة سطحه صفراء اللون». مشددا، على أن ما يهم الفلكيين، هو: «أن رصد القمر سيكون بعد غروب الشمس، والتقاط صور له».

هذا المشروع، ذكرني بالمشروع الإسلامي لرصد الأهلة، حين قام باستخدام تقنية حديثة، لرصد الهلال عصرا، وذلك عند بداية شهر شعبان، يوم الاثنين، الموافق: 12 تموز - يوليو 2010 م. وتتكون هذه التقنية، حسب تصريح رئيس المشروع المهندس محمد شوكت عودة، من تلسكوب صغير، وكاميرا فيديو متخصصة توضع على التلسكوب، يتم توصيلها على جهاز حاسوب، بحيث يقوم برنامج متخصص بمعالجة الصور، وتقوم الكاميرا بالتقاط مئات من الصور، يقوم الحاسوب بتجميعها، ليظهر منها الهلال المصور. وتتميز هذه التقنية الحديثة، بأنها قادرة على رؤية أهلّة رقيقة جدا، لم يكن بالإمكان رصدها من قبل، بل ويمكن تصوير الهلال في وضح النهار، وهو ما كان مستحيلا بالوسائل المعتادة، أي: العين المجردة والتلسكوب.

وقد جرت عملية تحري الهلال بهذه التقنية الجديدة، من مدينة أبو ظبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين، الموافق: 12 تموز - يوليو 2010 م، منذ الصباح إلى أن تمكن الراصدون من رؤية وتصوير الهلال، في تمام الساعة السابعة وسبع دقائق مساء، أي قبل غروب الشمس بخمس دقائق. وقد حاول الراصدون بعد ذلك رؤية الهلال بالتلسكوب أو بالعين المجردة ولم يتمكنوا، على الرغم من صفاء الجو نسبياً، وهذا يؤكد أهمية تقنية التصوير الفلكي الرقمي الجديدة هذه.

مما سبق، يتبين أن تحري رؤية الهلال ممكنة بأحد ثلاث طرق، إما بالعين المجردة، أو باستخدام التلسكوبات والمناظير، أو باستخدام تقنية التصوير الفلكي الرقمي، نظرا لدقتها العالية جدا. وهي -بلا شك- من التقنيات المباحة، لتحقيق المناط الحقيقي لإثبات دخول الأشهر القمرية. وهذا من تمام نعمة الله على عباده، حيث علق الشارع الحكيم ثبوت رؤية الهلال بأمر محسوس للناس، ليس عليهم فيه مشقة، ولا كلفة. بل أصبحت رؤية الهلال، وتأكيد وجوده في الأفق في غاية السهولة.



drsasq@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد