صدرت مؤخراً موافقة المقام السامي على قيام الأندية السعودية بإنشاء أكاديميات كروية وفقاً لطلب الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. القرار لم يضف جديداً للأندية لأن إنشاء الأكاديميات أصلاً متاح وليس ممنوعاً بل ومرحب به.. لكن المشاكل التي كانت تعترض تنفيذه كانت تتعلق بالتمويل ووجود الميزانيات الخاصة لدى الأندية لإنشاء الأكاديميات وتفعيلها.. ولذلك فلم يحمل القرار جديداً يمكن الاحتفال به على عكس لو أرفقت الرئاسة العامة بطلبها الموافقة على إنشاء الأكاديميات طلب تخصيص المقام السامي لمبالغ إضافية تصرف للأندية لهذا الغرض مع ميزانيات تقديرية لكلفة الإنشاء والتمويل على مدى الموسم ما يعني ضخ أموال للأندية للاهتمام بهذا الجانب.. أو على الأقل وضع نظام معين يمكن الأندية من البدء بهذه الأكاديميات بشكل إلزامي وفقاً لمعطيات مالية يتم تخصيصها من الرئاسة حسب الإعانات أو موارد التمويل وربطها بالأكاديميات..
أما صدور قرار مجاني فلن يغير من الأمر شيئاً وسيبقى الحال كما هو طالما لا يوجد تمويل أو إلزام للأندية للبدء في التطبيق.. ما يجعل المسألة لا تعدو كونها استمراراً للتهميش الذي تعانيه الفرق السنية في الأندية..
أما على صعيد فريق التطوير الذي سيكمل تقريباً عامه الأول بعد شهر رمضان المبارك فهو الآخر لا حس ولا خبر.. وكل المواعيد السابقة التي أعلنت للدراسة والبحث وإعلان النتائج أصبحت سراباً كغيرها من القرارات التي لا تتجاوز صفحات الإعلام.. بل إن تشكيل فريق التطوير جاء سلبياً كونه استخدم لتمرير قرارات مهمة تتعلق بمسيرة كرة القدم السعودية ومنها استمرار البرتغالي (بوسيرو) مدرباً للمنتخب الأول وإسناد مهمة الإشراف على المنتخبات الوطنية السنية الأخرى لطواقم وطنية لم تصل بعد لمرحلة القدرة على قيادة وتطوير منتخبات القاعدة بما تمثله من أهمية كبيرة لمستقبل كرة القدم السعودية.. وحتى الخبيران الأجنبيان اختفيا عن المشهد والساحة ونحن نتابع الآن العروض المقدمة للمدرب الفرنسي (جيرارد هوليه) للإشراف على بعض الأندية في دول أوروبا في تأكيد جديد على أن مهمته انتهت بحضوره أمام الإعلام ومن ثم التخلي عنه تماماً كسابقه الخبير التونسي عبدالمجيد شتالي.. فنحن نجيد العمل إعلامياً فقط لكننا لم نتحرك خطوة واحدة ميدانياً وعملياً فنظل نسير في نفس المربع طوال السنوات الماضية.. وهذا يؤكد ما نتحدث عنه دائماً وأبداً أن التطوير يبدأ من الداخل ومن نفس جهاز الرئاسة واتحاد الكرة وعبر إعادة هيكلة هذا القطاع والاستفادة من آليات العمل الموجودة في اتحادات العالم إذا ما أردنا فعلاً التطور والتغيير.. وحتى نتخذ هذه الخطوة فإن الأمور ستبقى على حالها في أفضل الأحوال.
لمسات
- وجود الهلال في بطولة النخبة الدولية بأبها كان العلامة الفارقة في البطولة بجماهيريته العظيمة التي أبهرت كل المتابعين.. وفعلاً الواقع أصدق من أي استفتاءات أو أرقام.
- أكد فريق الشباب من خلال بطولة النخبة أنه أحد أقوى الفرق السعودية وأكثرها تكاملاً وتأهيلاً للمنافسة الحقيقية على بطولة الدوري في الموسم المقبل.. فالشباب هذا العام عاد شباباً قوياً ممتعاً.
- نجاح معسكرات النصر والاتحاد والأهلي بالإضافة للهلال يعني موسماً قوياً من الصعب التنبؤ ببطله من الآن وإن كنت أعتقد أن اللقب لن يخرج عن الثلاثي الهلال والاتحاد والشباب بدون ترتيب!
- تشكيلة الأخضر الأخيرة قد تكون الأفضل في الفترة الأخيرة.. لكن المعسكر المنتظر سيفقد شيئاً من أهميته بغياب لاعبي الهلال والشباب وبالتالي تكون الاستفادة قليلة والجدوى منه ضعيفة!
- العناصر التحكيمية الجديدة التي قدمتها لجنة الحكام في بطولة النخبة تبشر بالخير.. لكنها تحتاج لوقت طويل حتى تثبت أقدامها على الساحة.. وعلى اللجنة التأكيد على حكامها بالحزم والقوة والشجاعة في التعامل مع اللاعبين داخل الملعب لأن شخصية الحكم أهم من فهمه للقانون مع عدم القدرة على تطبيقه!
- غياب النجم الاتحادي محمد نور من بداية الإعداد لفريقه خلال السنوات الأخيرة قد يكون مدروساً من قبل اللاعب الذي بالتأكيد لن يستطيع العطاء طوال الموسم نظراً لعامل السن.. ولذلك فهو يكتفي باللعب نصف موسم فقط حتى يستمر لأطول فترة ممكنة داخل الملاعب!
- غياب بعض رؤساء الأندية عن معسكرات فرقهم مرده عدم وجود السيولة المادية وعدم قدرتهم على مواجهة المتطلبات المالية أمام اللاعبين.. ولذلك فالابتعاد أفضل حل في هذه الفترة!
يبدو أن الهلاليين سيعانون كثيراً في الحصول على مدرب جيد يخلف جيرتس في الهلال بالنظر لقلة الخيارات وضعف المتوفر حالياً.. ولذلك فعلى الجماهير الهلالية عدم انتظار اسم كبير يقود فريقهم بقية الموسم!