الدلم - فهد عبد الله الموسى :
تشهد مدينة الدلم نهضة زراعية امتدت آثارها إلى مختلف جوانب الحياة وسط إقبال كبير من المستثمرين لشراء أراضٍ في الدلم، حيث يرغب المستثمرون في شراء الأراضي الزراعية في الدلم في الآونة الأخيرة، التي تتميز بالمساحات الواسعة وبكثرة النخيل، والقريبة من الأحياء السكنية.
وتشير مصادر في المنطقة إلى أن معظم المستثمرين يحوّلون المزارع بعد شرائها إلى مخططات سكنية أو استراحات لدواعي الاستخدام الشخصي أو للاستثمار بعد تطويرها لنزل ريفية، فيما يلجأ آخرون إلى شرائها لأغراض الاستثمار الزراعي مستفيدين من إنتاجها من التمر والخضار والفواكه وخصوصًا تمر الخلاص الذي تتميز به هذه المزارع، والذي يشهد رواجًا في السوق السعودية والعالمية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن ارتفاع الطلب على مزارع الدلم من قبل سكان الرياض يرجع إلى خليط من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لتأتي في إطار توجه عام من المستثمرين بتعزيز تطوير النشاط الاقتصادي، وتمت ترجمته على أرض الواقع بعد إنشاء جامعة الخرج والبدء في تنفيذ طريق الحاير الرياض الذي يختصر المسافة من الرياض للدلم لتصبح 60 كم وكذلك البدء في مدينة الخرج الصناعية.
وقال ناصر الهويشل مستثمر عقاري في الدلم: إن المستثمرين يقبلون بالتحديد على الشراء في المزارع المنتشرة على الطريق الجديد الذي سيربط الرياض بحوطة بني تميم غرب الدلم وخصوصًا مزارع العين وماوان.
كما بيّن عبدالرحمن بن عبد الله السعيدان أن هناك أكثر من هدف لشراء تلك المزارع، فالبعض قد يشتريها للاستخدام الشخصي بغرض الاستجمام والترويح العائلي والاستمتاع بما تتميز به هذه المزارع من جمال في طبيعتها ونخيلها، إضافة إلى بناء استراحات خاصة.
وأضاف المواطن عبد العزيز بن عبد الله العسكر أنه قد يكون بغرض الاستثمار في مجال السياحة أو الزراعة، فبالتحديد للاستفادة من إنتاجها خصوصًا من التمور، حيث تُعدُّ مدينة الدلم ممولاً أساسيًا بأنواع التمور المختلفة وخصوصًا الخلاص الذي يتوافر بكثرة في السوق المحلية.
كما قال المواطن ناصر بن عبد الله الموسى: يقوم بعض المستثمرين بتحويل هذه المزارع إلى استراحات ونزل ريفية للاستثمار فيها، حيث تشهد الشقق المفروشة نهاية كل أسبوع وفي المواسم حجوزات بنسبة تصل إلى 100 في المئة.
كما أضاف ناصر الموسى أن الإقبال على شراء الأراضي الخام هو مقصد جديد لإنشاء مزارع جديدة للنخيل، كما يقوم بعض المستثمرين بشراء مزارع أعلاف ويحوّلها لمزارع نخيل، حيث لوحظ هذا التوجه حتى أصبح مألوفًا أن ترى مزارع النخيل ب5 و10 آلاف نخلة في مدينة الدلم.
وطالب المواطن عبد الله بن محمد الخنين - جامعة الخرج بالنظر في تطوير الدلم بمشاريع التعليم العالي لبناء بعض الكليات في الدلم لتقسيم النمو على مدن الخرج وخصوصًا مشروع كلية الزراعة (العلوم والأغذية).
وقد قام عدد من الراغبين في الاستثمار في هذا القطاع بزيارة المدينة للتعرف على مزيد من المعلومات التي يحتاجون إليها. وفهم التراثي والزراعي والصناعي والتأكَّد من مكرر الأرباح، حيث إن أسعار الفلل وايجارها يماثل قريناتها جنوب الرياض.
وقال المواطن سعود الغنيم: إن الدولة تدعم الاستثمار في هذا القطاع لتزويد المستثمر بأدلة إرشادية فنية لتصميم مشاريع الاستراحات الريفية ودعمه فنيًا بالأفكار، وتسهيل الحصول على دعم مادي من خلال البرامج المقدمة من البنك السعودي للتسليف، صندوق المئوية، صندوق التنمية الصناعية، وبرنامج كفالة، وذلك عبر الآلية المتفق عليها بين الهيئة العامة للاستثمار والجهات لتنفيذ برامج تدريبية موجهة للمستثمرين في هذه المشاريع.وقال منصور بن عبد الله الحقباني: يمثل انتعاش المزارع والمخططات السكنية والاستراحات شكلاً جديدًا في الدلم لأنه يحقق مطلبًا سياحيًا مهمًا لزيادة السكان والزوار.
