Al Jazirah NewsPaper Friday  30/07/2010 G Issue 13819
الجمعة 18 شعبان 1431   العدد  13819
 
من ينفذ ما تبقى من جلاجل القديمة؟
المرقب ومسجد الزعوب معلمان باقيان فهل يلقيان الاهتمام من هيئة السياحة والآثار؟

 

جلاجل - وليد المجلي :

تعد جلاجل من أقدم مدن سدير، تمتلئ مدينتها القديمة بالبيوت الطينية ذات الدلالة التاريخية، وقد هوت أغلب ملامحها القديمة جراء الزمن وبعضها الآخر ينتظر مصيره إذا لم يتم تدارك الوضع. تحتوي تلك البيوت على بيوت لأسماء لها تأثيرها التاريخي في المنطقة، فمنزل الأديب والمؤرّخ الشيخ عثمان بن بشر - رحمه الله - أصبح أثراً بعد عين، ومنازل أخرى لا تقل أهمية تاريخية تساقطت كما هو الحال مع منزل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير عامة الذي عيَّنه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيَّب الله ثراه عام 1324هـ ليكون قاضياً لسدير ويتخذ من (مدينة جلاجل) مقراً له ويقوم بالتدريس والإفتاء والوعظ لأبنائها الى أن توفي رحمه الله عام 1373هـ، حيث اختفت ملامح جدرانه هو الآخر ولم يكن أكثر حظاً ولا أحسن حالاً فقد اختفى ذلك المنزل بعد أن عاش بين جنباته قاضياً فاضلاً حظي بالثقة من مؤسس هذه البلاد. معالم تاريخية عدة هوت ولم يبق منها سوى أجزاء بسيطة كقصر سويد بن علي- رحمه الله - ذلك القصر الذي كان يشبه في تصميمه وجدرانه العريضة قصر هشام بن عبد الملك في أريحا بالأردن ومبنى الإمارة أيضاً الذي بناه الإمام فيصل بن تركي لم تسعفه متانة جدرانه الطينية ليبقى مدة أطول من التي بقيها. أسوار شاهقة الارتفاع أصبحت بفعل الإهمال مجرد معلم قديم يشار له بأنه معلم كان موجوداً في زمن قد مضى فذلك السور الداخلي الذي يبلغ طوله 7 أمتار وله مجموعة من الأبراج يبلغ طولها 10 أمتار والذي كان يحيط بمسجد الجامع القديم والدكاكين التي كانت تحيط بما يسمى المجلس ويحتوي على أربع بوابات هي باب البر من الناحية الغربية وباب الشمالية من الناحية الشمالية وباب السراحية من الناحية الجنوبية وبوابة الدويخلة من الناحية الشرقية ويحتوي أيضاً على عدد من المقاصير وأبراج المراقبة أصبح في الوقت الراهن مجرد تاريخ يقرأ ومعالم كادت تتلاشى بفعل عوامل التعرية المختلفة والعوامل البشرية الناتجة عن الإهمال!! جلاجل.. تلك المدينة الصغيرة بحجمها الكبيرة بتاريخها والتي تقع شمال مدينة الرياض على بعد 160كم على ارتفاع يصل إلى حوالي 780 متراً ويصل ارتفاع بعض المرتفعات الجبلية في المنطقة إلى أكثر من 800 متر تعد من أقدم المدن الموجودة في منطقة سدير، حيث ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان فقال: (إنها ماء ينزله العرب صيفاً كعادتهم)، وكانت في القرن الحادي عشر من أقوى بلاد منطقة سدير. وذكرها عبد الله بن خميس في معجم اليمامة فقال: (إن جلاجل بوضعها الحالي أنشئت عام 700 هجرية)، وهي بلد الإمارة في ذلك الوقت حتى وقت قريب، وورد ذكرها في شعر لذي الرمة (77 - 117هـ)، وذكرها الأصفهاني عندما تحدث عن ديار بني أسيد وهو من علماء القرن الثالث الهجري هذه المدينة التي لاقت إهمالاً من الهيئة العامة السياحة والآثار. هذه المدينة التي لم يبق من تاريخها سوى بعض الآثار التاريخية والمهددة بالزوال ما لم يتدخل أصحاب الشأن وما لم تتكاتف الجهود لإحياء تاريخ يشهد به القاصي قبل الداني ويهتم به كل عاقل يدرك معنى التاريخ وما يمثله للمدينة وأهلها فمسجد الزعوب الذي يقوم على جانب كبير من الفن المعماري الفريد، حيث تم إنشاؤه على العديد من الأعمدة الحجرية اسطوانية الشكل (سواري) وبارتفاع يصل إلى حوالي 5 أمتار ما زال صامداً في وجه الحضارة الطامسة للمعالم التاريخية على أمل أن تمتد له يد الترميم ليبقى شاهداً على تاريخ مضت سنواته وبقيت ممتلكاته يشاطره نفس الأمل المرقب ذلك المعلم الذي يقع في الجهة الشرقية على ارتفاع 27 متراً وتم ترميمه في وقت سابق إلا أنه لم يحظ بالاهتمام الكامل، فهذان المعلمان التاريخيان يحتاجان اهتماما بالغاً لا يقل عن المواقع والآثار التاريخية المشابهة له في عراقة التاريخ.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد