الدمام سلمان الشثري

تلجأ العديد من الأسر في الفترة الأخيرة إلى عقد قران بناتهم قبل الإعلان عن الفرح بوقت طويل يمتد إلى العام خوفاً عليهن ومن أجل تحليل خلوة الفتاة بخاطبها من الناحية الشرعية أو من أجل زيادة الألفة بينهما وتهيئتهما قبل أن تنتقل الزوجة إلى بيت زوجها، إلا أن ما تعانيه المحاكم من كثرة الطلاقات بسبب تلك الخلوة وبعد فتور العاطفة بينهما وما يحدث فيها وتصرفهما كزوجين في لحظات طيش وفي تكرار جلوس الزوج مع زوجته في شكل دائم وتساهل ذويهم في بقاء الشاب مع الزوجة أمر يدعو إلى القلق في ظل ارتفاع نسبة الطلاق قبل أن تلبس الزوجة فستانها الأبيض، وما يزيد المأساة إذا حملت الفتاة قبل حفل الزواج ولم يتفقا على إتمام زواجهما، مما يجعل الفتاة تحاول التكتم على حملها بعدم إخبار أهلها، خوفاً من تعنيفهم لها، تتجرع بعده الألم وتدفع ثمن خطأ تساهل أهلها، أما الشاب فهو في المقابل غير مسؤول عن ما نتج من تسرعه وعدم امتلاكه الوعي الكافي، وفي الجهة الأخرى يرى المجتمع أن الفتاة هي سبب الطلاق ولا يكون لها القبول كغيرها حتى وإن كانت لا تزال على عذريتها. ويؤكد مديرالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالدمام الدكتور عبدالواحد المزروع أن المشكلة هي أن عرف المجتمع يَعتَبر الالتزام بالزواج هو حفلة العرس وليس عقد الزواج جاهلين بكون حفلة الزواج ليست الزواج ذاته وإنما هي إظهاره وإعلانه، مضيفاً أنه يدخل في عموم المجتمع الزوجين، مبيناً أنه لو أراد أحدهم أن يمارس حقاً من حقوقه بعد عقد الزواج فقد يقع في قلب أحدهم تصورا سيئاً وينظر للآخر بأنه غير سوي، ويحذر الدكتور المزروع من إطالة الفترة بين كتابة العقد وحفلة الزواج كون تلك الفترة تعتبر فترة تردد بالإضافة إلى سهولة الانفصال بالنسبة للزوجين لأنه لم يتم الدخول، مشدداً على أهمية الفهم الصحيح للعقد وما يترتب عليه، ونصح الدكتور المزروع الفتيات بمصارحة ذويهم بما يدور بينهم وأزواجهم في مثل تلك الفترة، حتى لا يقع أي إشكال أو سوء فهم لها مستقبلاً.