بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره راجية ما عنده، ودعت أسرة المطرودي من أهالي الشماسية فقيدها الغالي الدكتور عبد الرحمن بن سليمان المطرودي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للأوقاف. تربع حبه في قلوب العائلة، عرفه الجميع إنساناً محباً للناس القريب والبعيد..
..حريصاً على ما ينفع مراجعيه، حسن الخلق، كريم الخصال، بشوش الوجه، لا يكل ولا يمل من أجل خدمة ما كلف به من عمل بالوزارة.
فجع به الجميع، لماذا؟ لصلته بربه ولا نزكي على الله أحداً لأنه رجل حاز الكثير الكثير من مكارم الأخلاق والأمانة، والنزاهة، أولها بره بوالديه البر الذي يندر له مثيل فقد لازم والديه، ولم يرحل عنهما بل بقي في بيت متواضع معهما، وصاحبهما بمعروف وإحسان وتقدير وشفقة كل ذلك يرجو ما عند الله.
ثانياً: حرصه على صلة الرحم والوقوف مع المحتاج من العائلة وغيرها محتسباً الأجر من عند الله.
ثالثاً: كرم أسداه لزائريه ومحبيه وهم كثر، فما أن تزوره إلا وتجد بشاشة الوجه، وعذوبة الكلام وصدقه، وأدبه الجم، حسن الحوار يكلمك بأدب ويرهف لك السمع، ولا يمكن أن يقاطعك، يمر الوقت سريعاً ومجالسه لا يدري؛ نظراً لطيب قلبه وسعة صدره وحبه لمؤانسة محبيه فلا يكل ولا يمل رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
رابعاً: حرصه على قضاء حوائج المسلمين والوقوف معهم والشفاعة لهم، فكم هم الذين أسدى لهم جميلاً ورفع عنهم مظلمة، وفرج بأمر الله لهم كربة وفتح له باب رزق بوظيفة. فلم يمن بجاهه على من يستحق بل تجده يتابع الأمر حتى يتيسر.
خامساً: خلقه الحسن مع مرؤوسيه الذين ملأ حبه قلوبهم وكان موته رحمه الله رحمة واسعة فاجعة عليهم.
سادساً: إخلاصه في مجال عمله، نزاهته وتطويره للأوقاف، والواقع خير شاهد.
أبا مرام.. أحبتك القلوب ثم فجعت بفراقك، عائلتك وأصدقاؤك ومحبوك والكبير والصغير فقدوك لأنك تركت فراغاً لا أدري من يسده ويسدده.
بكيت عليك بكاء العين حزيناً مفجوعاً، لا معترضاَ على قدر الله ولا نائحاً. فوالله ما فجعت بمثلك ولا حزنت على أحد مثل حزني عليك، لكن لن أنسى - بإذن الله - قريبي، وصديقي، وشيخي ومعلمي.
لك مني الدعاء ما ذكرتك.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأجمعنا به بالجنة ووالدينا وأولادنا ووالديه وأهله وأهلنا وذريته وألهمهم الصبر والسلوان والحمد لله رب العالمين.
(*) رئيس المحكمة العامة بمحافظة عيون الجواء