في نهار يوم الجمعة الموافق 27-7-1431هـ وفي تمام الساعة التاسعة والنصف انتقلت روحه إلى بارئها وفاضت آخر أنفاسه الطاهرة لمولاها سبحانه، حيث جعل لكل أجل كتاب، ذهب العلم الطاهر، المسئول الخفي، النقي التقي، اللبيب الحبيب، الذي يبهرك بجمال أخلاقه، وسمو تواضعه، وصفاء سريرته، وحسن ثغر مبسمه، للكبير والصغير متواضع، وللفقير والمسكين دافع، وللمغموم والمهموم شافع، عاشرته بحكم صلة القرابة منذ أن كنت طفلا، فكان لي ولمن في سني آنذاك نعم المربي والناصح، ودارت الأيام وأصبحنا شبابا فلم تتغير المعاملة بل زادت المودة والألفة والتقدير، لم أطلب منه طلبا واحدا إلا وكان نعم المعين والناصر، تعلمت منه كثيرا من الأدب والخلق الرفيع والابتسامة والبشاشة لكافة الناس باختلاف طبقاتهم، ولعل شعاره -رحمه الله- هو قدوتنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»، علمنا عنه بعد وفاته الكثير من الحسنات التي أخفاها في حياته؛ حيث كان حريصا على كتمها وجعلها في خزانة الأسرار، أبا مرام لم أذق للنوم طعما وللنعاس سهادا، كيف لا؟ وقد كنت المرشد الروحي للأقارب كافة، والمؤازر في الشدة والرخاء، أبا مرام ذهل الأباعد والأقارب وأنت على الأكتاف موسدا و في قبرك ملحفا وقد ذهبت لربك الذي أحكم تنزيل كتابه حيث قال: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ?، وصدق الأول حين قال:
|
هو الموت ما منه مفر ومهرب |
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب |
وحسبنا بشرى ونحن نرى نور وجهك الوضاء إبان غسلك، وحسبنا أبا مرام تلك الجموع الغفيرة التي حظرت لجنازتك المشهودة، لن ألوم معالي الشيخ صالح آل الشيخ -وزير الشؤون الإسلامية- حينما لم يستطع إكمال حديثه في مقر وزارته حينما كان يورد مآثرك وسيرته، وقطع تأثره وحزنه ودمعه مسير كلامه ليكون هذا أصدق عنوانا على إخلاصك وتفانيك كيف لا؟ ومعاليه من شهود الله في أرضه لك، وكم أطمح من معاليه أن يفتتح صندوق وقف بإسمك ليكون نواة مشروع وقف خيري يدر الأجر والثواب لأبي مرام وقد أدلى بهذه الفكرة الكثير -وبإذن الله- أنها سترى النور قريبا على يدي معاليه الذي لا تستغرب عليه هذه المواقف.
|
أيها القارئ الكريم أبا مرام هو القريب الحبيب الشيخ الدكتور الفاضل عبدالرحمن بن سليمان المطرودي -رحمه الله- وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون الأوقاف رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة ورزقه الفردوس الأعلى إنه كريم قريب مجيب - لا نقول إلا ما يرضي ربنا «لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»
|
?وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ? الأعراف 34
|
|