الجزيرة - وهيب الوهيبي
شخّص علماء من المملكة وخبراء ومفكرون عرب وغربيون المشكلات التي تواجه الحوار بين أتباع الأديان في إصدار فكري نشرته دار غيناء للدراسات والإعلام بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي تضمّن رؤى ثقافية مختلفة ناقشت ما ينبغي أن يكون عليه الحوار.
الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي شارك في الإصدار أكد على أن المنهج الصحيح في الخطاب الإسلامي والقضايا الإسلامية يقتضي فهم الآخر والتعامل معه بمنطق الاعتزاز والثقة بالحق دون تعارض مع مقررات الدين من الولاء والبراء؛ فالقناعة المسبقة لا تمنع الحوار وهو لا يلغيها وهناك فرق بين التعامل وتبادل المصالح وبين الاستلاب أو الانسلاخ ووجود المشكلات في أي حوار لا يعني إلغاءه بقدر ما يتطلب دراسة مشكلاته؛ فاليهود والنصارى أثبت القرآن الكريم لهم صفات من يعبد غير الله ويشرك به إلا أن القران الذي أثبت هذه الصفات لأهل الكتاب وغيرهم من المشركين هو ذاته القرآن الذي وضع لنا نحن المسلمين آدابا للتعايش معهم.
وبين الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الدعوة إلى الحوار جاءت من قلب العالم الإسلامي لتعبر عن رغبة صادقة من المسلمين للتعامل مع العالم وللتخفيف من الأزمات والتغلب على الخلافات والتركيز على التعاون الإيجابي في المشتركات وإعطاء الفرصة للتعرف على الآخر وثقافته بعيدا عن الأحكام المسبقة بتراكمات مؤلمة لا يحسن المراوحة عندها.
ولفت الدكتور محمد بن سعود البشر رئيس الفريق العلمي لمشروع الفكر العالمي عن السعودية إلى أن الدعوة للحوار بين أتباع الأديان التي تبنتها رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحظيت بتوجيه ودعم خادم الحرمين الشريفين هي محاولة لالتقاء المؤثرين في حياة الإنسان على القيم النبيلة وتقليل مظاهر الظلم والفساد والتحلل الأخلاقي الذي تعاني منه الإنسانية اليوم وإحلال القيم الفاضلة في المجتمعات كي يرتقي الإنسان ويجمع بين سعادة الروح وسعادة الجسد.
واعتبر أن هذه الغايات السامية للحوار بين أتباع الأديان لن تؤتي ثمارها وتحقق نتائجها التي يتطلع إليها العقلاء في كل أمة إلا إذا تجرد المحاورون من الاستغلال السياسي أو الثقافي تجاه هذه البادرة الحضارية وأن تكون لديهم -قبل حواراتهم وبعدها- معلومات صادقة وموضوعية عن غيرهم من أطراف الحوار وأن يأخذ العدل مكانه الطبيعي بين الأطراف المتحاورة.
الإصدار الفكري شارك فيه وليام بيكر مؤسس ومدير المركز الإسلامي النصراني للسلام، ومحمد السماك أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، وعبدالواحد بيدرس مدير العلاقات الخارجية للمجلس الإسلامي في الدانمارك، واداورد كيسلر أحد المفكرين في الحوار بين الأديان ونخبة أخرى من المفكرين إذ قدموا إضاءات ورؤى تعالج تعميق الحوار بين أتباع الأديان.