Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/07/2010 G Issue 13814
الأحد 13 شعبان 1431   العدد  13814
 
المهندس سلمان البيز المدير التنفيذي لمركز غرناطة لـ» الجزيرة»:
الشراكة الناجحة بين المستأجرين وإدارة المركز حققت النتائج الباهرة

 

يشكل مركز غرناطة معلماً بارزاً وعنصراً حيوياً في خريطة الرياض التجارية، ويعد أحد أبرز المراكز التي يتعدى دورها البعد التجاري، ويسهم في إثراء مدينة الرياض بالجوانب التسويقية والترفيهية، حيث يحتضن الكثير من الفعاليات والمناشط التي تستقطب المتسوِّقين من مختلف شرائح المجتمع، وهو من المراكز الكبيرة والفاعلة في قلب الرياض.لمعرفة المزيد عن هذا المركز من الناحية التاريخية، والمناشط والفعاليات، التقينا م. سلمان بن عبد الرحمن البيز المدير التنفيذي للمركز ليسلط الضوء على تلك الجوانب، ويحدثنا عن المزيد حول مركز غرناطة، من خلال الحوار التالي:

* حبذا في البداية لو تقدّموا لنا نبذة عن مركز غرناطة وتاريخه؟

- في الواقع يعد مركز غرناطة من المشاريع الاستثمارية العقارية المتميزة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. والمزايا التي يتمتع بها مركز غرناطة هي وجوده في موقع إستراتيجي نظرا لوقوعه بمحاذاة تقاطع الدائري الشرقي والدائري الشمالي، المساحة الكبيرة للممرات والمعارض، تشكيلة متنوعة من المعارض العالمية والمحلية، واحد من أكبر الهايبر ماركت في المملكة، صالة مطاعم ومطاعم راقية، بالإضافة إلى واحدة من أكبر المدن الترفيهية المغلقة في المملكة. كما أن ميزة توفر المواقف التي يبلغ عددها 4500 موقف تعني أن الزوار والعملاء بإمكانهم إيقاف سياراتهم حول المركز والدخول من إحدى بواباته الستة عشرة المختلفة، هذه المزايا للمركز تعني أن المركز أضاف بعداً جديدا لمفهوم متعة التسوق والترفيه العائلي، حيث أصبح مركز غرناطة أحد المعالم السياحية والاقتصادية البارزة في مدينة الرياض حيث يستقطب المركز شهرياً ما يزيد عن 960 ألف زائر.

* ما أهم الفعاليات التي يحتضنها مركز غرناطة؟

- يعتبر مركز غرناطة من أفضل المراكز التجارية التي تولي الجانب الاجتماعي اهتمامها حيث قام المركز باستيعاب أكثر من 53 فعالية توعوية صحية واجتماعية وثقافية خلال عام 2009م، وقد حققنا أكثر من 30 فعالية خلال الستة أشهر الأولى من 2010م. هذه الفعاليات والتي يتم احتضانها واستضافتها في المركز تأتي استمراراً للدور الذي يحاول مركز غرناطة المحافظة عليه وهو أن يكون في مقدمة المراكز التجارية التي تولي المسؤولية الاجتماعية اهتماما بالفعل لا بالقول. كما أن الجهات المشاركة والتي يرجع لها الفضل بعد الله في تنظيم الفعاليات، دائما تؤكد على ارتفاع نسبة الزوار في مركز غرناطة مقارنة بالمواقع الأخرى.

* ما العوامل التي اعتمدها السوق في تحقيق النجاحات خلال السنوات الماضية؟

- يرجع نجاح مركز غرناطة المستمر في المقام الأول لتوفيق الله عز وجل. ثم في الشراكة القوية بين إدارة المركز وأصحاب المعارض لإنجاح المركز، حيث إن أهم عوامل النجاح هو ما حققه المركز من تشغيل على مستوى عال وحسن الاستقبال والمعاملة من جميع العاملين والباعة ومدراء المعارض. كما أن التشكيلة العريضة من المعارض ومنافذ البيع تعطي الجميع الخيارات المتعددة، ومن هنا كانت الحملة الإعلانية الجديدة لمركز غرناطة «خياراتكم متعددة».

* كيف ترى واقع مراكز التسوق والأسواق بشكل عام؟

- مما لا شك فيه أن مراكز التسوق مرت في فترة صعبة نوعا ما خلال الربع الأخير من 2008م والنصف الأول من 2009م لإحجام كثير من الشركات عن التوسع، كذلك واجهت بعض الشركات بعض الصعوبات في تأمين السيولة النقدية للاستمرار في العمل. ولكن ولله الحمد ومنذ النصف الأخير من 2009م بدأنا نشهد استثمارات جديدة في مجال مبيعات التجزئة وما زالت النظرة المستقبلية جيدة. السوق المحلي في المملكة العربية السعودية ما زال يحتاج للتوسع في مجال المراكز التجارية حتى مع كون إجمالي المساحات المخصصة للاتجار في المراكز التجارية في المملكة قد بلغت أكثر من خمسة ملايين متر مربع.

* برأيكم ما هي أهم التحولات الإستراتيجية التي يجب اتباعها للنهوض بمراكز التسوق؟

- قد يكون أهم تحول في إستراتيجيات مراكز التسوق هو النظر للعميل أكثر من المستأجر، كون الأول يجلب الثاني فالمراكز التي تجد فيها الحركة وكثرة أعداد الزوار دائماً ما يرغب فيها مستأجرو المعارض وأصحاب الماركات التجارية، لذا فإن التحول الذي نشاهده من أصحاب هذه المراكز التجارية لاستيعاب واستيفاء متطلبات العملاء مثل التشغيل والنظافة والحراسة والبيئة المناسبة للتسوق كل هذا يمثل تحول عن الإستراتيجية السابقة لبعض الملاك وهي تأجير المعارض وعدم الاهتمام بالمراكز بشكل يبقيها على حالة مميزة من التشغيل.

* كيف تقيم أداء مركز غرناطة في المناسبات والمواسم التي تكثر فيها عمليات الشراء؟

- مركز غرناطة التجاري أثبت نجاحه كمركز تسوق وترفيه عائلي من الطراز الأول وهذا من الأرقام التي تصلنا من أصحاب المعارض عن مبيعاتهم وكذلك من أعداد الزوار التي تزور المركز بشكل عام. وهذا النجاح يأتي بأسباب منها توفر الخيارات للمشترين، بيئة التسوق المميزة وكذلك كثرة الفعاليات الهادفة والتوعوية طوال العام.

* السوق قد يعكس التوقعات الإيجابية لأدائه أحياناً سلباً، فما الأسباب في رأيكم؟

- يمكن أن يعكس السوق التوقعات الإيجابية لأدائه لأسباب منها عدم الاعتناء بالزوار وعدم الارتقاء بالمستوى التشغيلي للمركز لمستوى مقبول، وعدم وجود علاقة شراكة بين ملاك المركز والمستأجرين والتي بسببها قد تغلق بعض المعارض مما يتسبب بعكس التوقعات بالأداء الإيجابي.

* ما أهم السلع التي يقبل عليها المستهلك من خلال عمليات الشراء التي تتم؟ وما مدى الإقبال على شراء السلع المحلية؟

- الملابس الجاهزة للنساء والأطفال قد تكون أهم السلع التي يقبل عليها العملاء بالإضافة إلى مستحضرات التجميل، الاكسسورات واللوازم الجلدية، هناك أيضا بعض السلع والتي يوجد عليها إقبال خاص في المواسم مثل العطور الشرقية، الذهب والمجوهرات. أما السلع الأخرى والكماليات فلها طلبات وعملاء يبحثون عنها. أما من ناحية السلع المحلية، فقد تكون مشغولات المعادن الثمينة مثال جيد لها حيث دائماً ما يكون عليها طلب وبشكل خاص في المواسم.

* نظرتكم لمستقبل المركز؟

- نظرتي لمستقبل مركز غرناطة إيجابية، ولأسباب منها استمرارنا على نهج الشراكة مع المستأجرين الحاليين وجذب مستأجرين وماركات جديدة مع تواجد قاعدة كبيرة من العملاء الراضين تماماً عن المركز. كما أن المستقبل سوف يحمل معه، إن شاء الله، الانتهاء من مشروع واحة غرناطة للأعمال، وهو مشروع يشتمل على عشرة أبراج مكتبية وكذلك مشروع الفندق ذو الخمسة نجوم وهذين المشروعين سيتم ربطهم بالمركز عن طريق ممرات مكيفة، مما يعني تكامل أكثر لمكونات مجمع غرناطة.

* كيف تشرح لنا فلسفتكم التسويقية؟

- لاتوجد فلسفه تسويقية، ولكن يوجد لدينا كفريق عمل في إدارة المركز، حقيقة أن الشراكة الناجحة بين المستأجرين وإدارة المركز هي ما يحقق النجاح للمركز عن طريق الوفاء بوعودنا للعملاء بتجربة تسوق دائماً ما يحبون تكرارها.

* ما مدى استفادتكم من البيئة الاستثمارية في المملكة في جذب الوكالات الأجنبية؟

- البيئة الاستثمارية في المملكة ينقصها فقط إيصال المعلومة للمستثمر الأجنبي ولتسهيل بعض الإجراءات كالوكلات للماركات العالمية ونظام الأسماء التجارية. وقد قامت الهيئة العامة للاستثمار بتطوير عدة إجراءات ساهمت وبالفعل في جذب استثمارات للمملكة.

* ماهي أهم الصعوبات التي تواجه أداء المركز؟

- أهم الصعوبات التي تواجه أداء المراكز التجارية هي عدم وجود أنظمة خاصة للمراكز التجارية في المملكة تحكم طريقة تأجير، تشغيل، إدارة المراكز التجارية. لا يوجد عقود موحدة للوحدات التأجيرية، لا يوجد نظام موحد يحكم إجراءات الترخيص وممارسة النشاط يعمل به في جميع مناطق المملكة للمعارض أو الأكشاك داخل الأسواق عدا عن بعض المحاولات الجيدة من قبل بعض أمانات المناطق. ودعني أضرب لك مثال: الأكشاك التي توضع داخل المراكز التجارية، بعض البلديات تطالب بفسح لها وأخرى لا ترى فيها ضرر حتى لو كان عددها يتجاوز المعقول. المقاهي والكوفي شوب، بعض المراكز يتوفر فيها جلسات للعوائل وجلسات للأفراد. والبعض الآخر يمنع فيه تواجد أي جلسات داخل المركز. ثم يأتي بعد ذلك بعض الصعوبات التشغيلية ومنها ارتفاع الفواتير الخاصة بالاستهلاك الكهربائي علماً أن المراكز التجارية يجب أن تعطي خصومات خاصة لأنها وبصراحة تستقبل عددا كبيرا من الزوار يمضون داخلها وقتا بالساعات تكون فيها أجهزة التكييف في منازلهم مغلقة. وأنا هنا لا أطالب بمعاملة خاصة للمراكز التجارية ولكن دعنا نفكر بها كصناعة، صناعة السياحة، وبالتالي تطبيق التعرفة الصناعية عليها.صعوبات أخرى تعاني منها بعض المراكز التجارية الأخرى وهي مدى تعاون بعض أجهزة الدولة معها، مثل المرور والدوريات والدفاع المدني وغيرهم. حيث إن هذه الأجهزة ترى أن المراكز التجارية خاصة بالملاك حين يطلب منهم خدمات لحفظ النظام أو المراقبة ومن ناحية أخرى تمنع تطبيق أي إجراءات خاصة مثل مخالفة السيارات التي يتم إيقافها في مواقع ممنوع الوقوف فيها وذلك بحجة أن المخالفات خاصة بأجهزة الدولة فقط كجهة مصدرة، إذن يتم التعامل مع المراكز التجارية كملكية خاصة من ناحية وكملكية عامة من جهة أخرى. وأنا هنا أشكر الإخوة في جميع الأجهزة للمعاملة المتميزة المقدمة لمركز غرناطة في الخصوص كونهم يدركون أن هذا المركز التجاري هو نقطة التقاء للمجتمع للتسوق والترفيه والتوعية.

* تم خلال الشهرين الماضيين تشكيل لجنة في الغرفة التجارية تحت مسمى لجنة المراكز التجارية، و كنتم أحد الساعين لتشكيل هذه اللجنة، لماذا وما هو المرجو تحقيقه من هذه اللجنة؟

- تعتبر المراكز التجارية في مدينة الرياض من أكثر المواقع السياحية استقطابا للزوار، وعلى مدار العام، حيث تبلغ التقديرات المتحفظة للزوار لهذه المراكز حوالي 4,5 مليون زائر شهريا. وقد تم التنسيق مع اللجنة السياحية في الغرفة التجارية لاستحداث هذه اللجنة لغرض الارتقاء بمستوى تشغيل هذه المراكز بما ينفع الجميع. حيث ما زال ينقص هذه المراكز عمل تنظيم يشمل توحيد الإجراءات المتعلقة بالعقود والبلديات والدفاع المدني، صحة البيئة، الشرطة، المرور، والهيئات المختلفة. والعمل حاليا جارٍ مع الزملاء ملاك ومشغلي هذه المركز لوضع تنظيم ومواصفات تتعلق بالتشغيل والصيانة والسلامة، مما سينعكس إيجابيا على جودة الخدمات المقدمة في هذه المراكز. كما أن العمل مستمر للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في القطاع الحكومي لتذليل بعض الصعوبات المتعلقة بالتراخيص والعقود. وكذلك آمل أن نتمكن من إيصال معاناة أصحاب المراكز لشركات الخدمات العامة من ارتفاع فواتير الاستهلاك لهذه الخدمات في المراكز، واضعين بالاعتبار أن المراكز التجارية من أهم المجالات السياحية، وبالتالي جزء مهم من صناعة السياحة والتي تستحق أن تعامل كصناعة وبالتالي تستفيد من الشرائح المخصصة للقطاع الصناعي.

* كيف يتصدى المركز لمسؤولياته الاجتماعية تجاه المجتمع؟

- مركز غرناطة من المراكز التي عملت وما زالت تعمل بجد للوفاء تجاه المسؤوليات الاجتماعية، وقد يكون أفضل مثال لذلك ما تم ذكره سابقاً من إتاحة الفرصة داخل المركز لكثير من الجهات الخيرية لإقامة فعاليات تعريفية بأنشطتها مجاناً. أيضا يحاول المركز ما استطاع إيجاد الوظائف المناسبة للشباب في مجال مبيعات التجزئة بالتعاون مع شركائنا في النجاح مستأجرين مركز غرناطة.

* هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع دائرة مركز غرناطة في الرياض وعموم المناطق؟

- نعم، تقوم المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تخطيط وتنفيذ أكثر من مشروع متكامل على غرار مركز غرناطة في مناطق أخرى في المملكة.

* كلمة أخيرة توجهونها لعملائكم وللمستهلكين عموماً من مواطنين ومقيمين؟

- أقول للعملاء والزوار مواطنين ومقيمين، هذا مركزكم ويسعدنا على الدوام تلقي اقتراحاتكم وملاحظاتكم للبقاء دوماً في المراتب الأولى من رضائكم. وختاماً أشكركم تفضلكم بإتاحة هذه الفرصة وآمل بأن يكون لنا لقاء قريب.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد