لاحظت أن بعضا من المسؤولين يحضرون معهم اللوائح والدساتير المنظمة للعمل في مؤسساتهم عندما يستضيفهم الإعلام في مقابلات تلفزيونية أو إذاعية، ولو كان لي من الأمر شيئا لرجوت هؤلاء المسؤولين ألا يصطحبوا معهم في تلك المقابلات اللوائح والأنظمة المعمول بها في إداراتهم، فقد لاحظت أنه عندما تتم مواجهة المسؤول باتهامات تتعلق بضعف أداء مؤسسته فإنه يرجع بسرعة إلى اللوائح والأنظمة التي بحوزته ليتلو على الناس بعضا من نصوص مواد تلك اللوائح والأنظمة، محاولة منه لنفي أي تقصير في أداء مؤسسته، وليؤكد في الوقت نفسه أن العمل في مؤسسته يتم بأعلى مستوى من النزاهة والمهنية. يا سيدي المسؤول مشكلتنا ليست مع نزاهة وعدالة مضمون نصوص مواد اللوائح والأنظمة، مشكلتنا يا سيدي تكمن أحيانا في عدم نزاهة وعدالة تطبيق مواد النظام. ذكر لي أحد الزملاء أنه شاهد لقاء تلفزيوني مع أحد المسؤولين وهو يحمل معه رزمة من اللوائح، وفي نهاية اللقاء ذكر ذلك المسؤول أنه مستعد شخصياً لاستقبال أي شكوى أو اقتراح من المواطنين، ثم ذكر للمشاهدين رقم هاتفه الذي من خلاله يتلقي شكاوى ومقترحات المواطنين، يقول الزميل: بسبب الفضول فقط كررت الاتصال بذلك الرقم الذي ذكره المسؤول عدة مرات دون أن أجد من يجيب.