كنت قد أشرت إلى أهمية تطوير: مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع. بعد أن تحولت من رعاية الموهوبين التي تشمل الاكتشاف والرعاية إلى الموهبة والإبداع وبالتالي أصبحت نادي لفريق من الموهوبين تشارك في المسابقات العالمية (المونديال) ممثلة للأندية والاتحادات الرياضية فبدلاً من عمل المسوحات لاكتشاف الموهوبين في المدارس ثم رعايتهم أصبح لها فريق من الموهوبين تشارك بهم ولهؤلاء ولإدارة المؤسسة تدفع الدولة ممثلة بوزارة المالية ميزانية سنوية عالية تفوق في مبالغها بعض ميزانيات الاتحادات الرياضية وغيرها.

إذا كانت مؤسسة الموهوبين تحولت عن المدارس والاكتشاف والرعاية وأصبحت مستقلة في الإدارة والميزانية عن وزارة التربية والتعليم ولكون الموهبة في السعودية مصادرها متعددة ليس فقط مدارس التعليم العام لماذا لا يعاد هيكلة إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز لتشمل الموهوبين من طلاب الجامعات في الداخل. والطلاب المبتعثين إلى خارج المملكة في الجامعات الأجنبية الذين تكتشفهم جامعاتهم هناك. وطلاب الجامعات الأهلية .. لتعاد هيكلة المؤسسة الإدارية والفنية وتشكل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي (المبتعثين) والجامعات الحكومية والأهلية والتعليم الفني ويتم الاستفادة الفعلية من ميزانية مؤسسة موهبة لتكون حاضنه لجميع الموهوبين بالمملكة وتعود إلى أهدافها الأساسية الاكتشاف والرعاية والمشاركات الدولية خاصة أن جامعات الداخل لديها عمادات كلية وبرامج مستقلة بأسم الموهبة والإبداع مماثلة لمؤسسة (موهبة) لكن هذه العمادات والبرامج بحكم الهيكل التنظيمي للجامعات تفتقد الدعم المالي والإداري وإلى مرونة المشاركات وبتوحيد الجهود ودخول عضوية التعليم العالي والجامعات والتعليم الفني إلى المؤسسة تمكن العمادات والبرامج من الحصول على المبالغ المالية التي تساعدها على تنفيذ مشروعاتها وبرامجها ... البيئية التي يتواجد بها الطلاب (المبتعثين) في أمريكا وأوروبا وأستراليا واليابان بيئة محفزة وتدعم الموهوبين بل تكتشفهم وتتبعهم وتبرزهم.

كذلك البيئة الحالية في الجامعات السعودية وبرامج الموهبة والإبداع في الجامعات وتخصيص عمداء للموهبة هي بيئة محفزة وداعمه للموهبة والإبداع إذن لماذا لا تتوجه مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة تتوجه مالياً وإدارياً وفنياً لطلاب الجامعات في الداخل والخارج لدعمهم ورعايتهم ... فالخطأ الإستراتيجي الذي حجم من دور مؤسسة موهبة هي الخطوة التي تم بموجبها إلغاء وحذف مسؤوليات (رعاية الموهوبين) من اسم المؤسسة وتحويلها إلى نادي للموهبة فقط مقابل ميزانية مالية ربما أيضاً تفوق ميزانيات جميع عمادات وبرامج الموهبة والإبداع في الجامعات السعودية ومخصصات الإبداع للطلاب المبتعثين في برامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.

التطور النوعي الأكاديمي والمهني في الجامعات والمحفزات التي تحصل عليها طلاب برنامج خادم الحرمين للإبتعاث والتي من المتوقع أن يصل تعدادهم إلى (200) ألف طالب وطالبة خلال السنوات القادمة، وبرامج التعليم الفني يدفع إلى إعادة هيكلة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع وتشكيل إدارة جديدة تكون في عضويتها وزارة التعليم العالي ومؤسسة التعليم الفني والجامعات.