يحظى التعليم العالي السعودي باحترام كبير في الأوساط الأكاديمية والمراقب لحراك وزارة التعليم العالي في الداخل والخارج لايملك إلا أن يتفاءل بمستقبل الوطن في كافة الاتجاهات، فالتعليم العالي يعد مؤشراً مهماً لنجاح الخطط والاستراتيجيات التي يعمل عليها الإصلاحيون. إذ تتولى الجامعات دورا بائنا في إحداث الخلخلة المرتجاة للركود الثقافي والمهني والإبداعي الذي شهدته جامعاتنا في مرحلة سابقة.

أشارك في إعداد ورقة عمل عن منجزات المرأة السعودية في عهد الملك عبد الله في التعليم في الخارج أقدمها في دبلن لاحقا وقد تتبعت الكثير من مراحل التطور الذي شهده التعليم العالي في السنوات الخمس الماضية والتي وصفها معالي الدكتور علي العطية نائب وزير التعليم العالي الذي يعد واحداً من أهم صانعي نجاحات التعليم العالي الأخيرة - بأنها -: (منجزات تنموية كبيرة، تحققت بفضل الله ثم بفضل التوجيهات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يمتلك رؤية تنموية شمولية قوامها بناء الإنسان السعودي المؤهل والقادر على الإنجاز والعمل المبدع. مؤكداً أن التعليم العالي شهد خلال فترة وجيزة تطوراً شاملاً، ومنجزات غير مسبوقة على كافة الأصعدة، حيث استثمرت الدولة في التعليم الجامعي على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من 55 مليار ريال) لاشك في أن التاريخ سيوثق هذه التحولات التاريخية في مستوى وتوسع التعليم العالي في عهد الملك عبد الله الأمر الذي دفع وزارة التعليم العالي لترجمة كتاب الجزيرة الذهبي (ملك نحبه) إلى اللغة الألمانية وتم تدشينه مؤخرا من قبل معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري الوزير النشط جدا وهو لفتة ذكية من قبل الملحق الثقافي في فينا الدكتور عبد الرحمن الحميضي الذي أراد نشر سيرة الملك عبدالله وتوثيق منجزاته عالمياً وجعلها في متناول الشعوب التي تتوق حتما لمعرفة الكثير عن فارس الصحراء الذي يجوب العالم وينشر السلام ويدعو للحوار.

والكتاب الذهبي كما وصفه رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك صاحب فكرة الكتاب قد اتسم بالشمولية والموضوعية في الطرح، والتطرُّق إلى أهم الأحداث التاريخية العالمية، والمواقف التي تمثل منعطفات مفصلية في مختلف الأصعدة الإنسانية والسياسية والقيادية)

أحب بصدق هذه الجهود المتوالية والمتراكمة والمتصلة بعرى الوطنية المتينة وأتطلع كمواطنة سعودية لأن تتحقق الكثير من المنجزات المتعلقة بالأبحاث والاختراعات، وأن تتقدم جامعاتنا في مستوى الجودة على أرض الواقع وليس في تصنيفات المواقع الالكترونية فقط على أهمية هذه التصنيفات عالميا واستبشارنا بتقدم جامعة الملك فهد وجامعة الملك سعود، وكذلك ماتحقق في جامعة حائل، وحري أن يثمر هذا النمو المتسارع في عدد الجامعات في الداخل وعدد المبتعثين والمبتعثات في الخارج عن منجزات جديدة تؤكد رؤية الملك عبدالله الإصلاحية المتطلعة لبناء الإنسان السعودي وتحقيق رفاهيته وتطوره.