Al Jazirah NewsPaper Friday  23/07/2010 G Issue 13812
الجمعة 11 شعبان 1431   العدد  13812
 
مع الحوار والسلام.. في عامه الثالث!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

(برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام الذي سيجري التباحث حوله مع منظمة (اليونسكو), هو امتداد لمؤتمر مكة المكرمة للحوار مع أتباع الأديان، - ومثله - مؤتمر نيويورك، ثم مؤتمر مدريد، والتي أقيمت من أجل الحوار حول سبل التعارف والتعايش، وليس من أجل الحوار بشأن التقارب بين الأديان. هذه المؤتمرات تشكل انتصارا؛ لإبراز القواسم المشتركة بين حضارات الشعوب وتعزيزها، بدلاً من لغة التضاد التي عصفت بالعالم، بعد أن كرستها أيديولوجيات مقيتة، تبنتها أطراف عديدة.

إن تعزيز الحوار بين الحضارات، سيعزز - بلا شك - مبادئ الحوار، وتقوية نقاط الالتقاء بين الشعوب الإنسانية. وسيقلل الأزمات الإنسانية، وسيبعدها عن بؤر الصراع قدر الإمكان. - كل ذلك - من أجل إحلال السلام في مواجهة الحروب، والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية. - ولاسيما - وأن الإسلام يدعو لثقافة السلم بدلاً من ثقافة الحرب، وثقافة الحوار بدلا من ثقافة الصدام. وهو ما أكد عليه ولي عهد بريطانيا - الأمير - تشارلز - قبل أيام -، في خطابه الذي اختار إلقاءه من مركز (إكسفورد للدراسات الإسلامية)، حين قال: (إن العالم الإسلامي يملك أحد الكنوز الغنية بالحكمة والمعرفة الروحية التي وُضعت رهن إشارة البشرية، وأن ذلك يمثل في الآن إرثا نبيلا للإسلام، وهدية ثمينة لباقي العالم, مقراً بأن: (هذه الحكمة يحجبها الاتجاه المهيمن للمادية الغربية).

إن الحوار ضرورة من ضروريات الحياة، فهو اللغة الحضارية الوحيدة التي تليق بالإنسان. وهو السبيل الأمثل للتفاهم المتبادل في العلاقات الإنسانية، والتعايش السلمي بين الأمم؛ لتكون إطارا للعلاقات الدولية، وهدفا مشتركا بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية، على الرغم من اختلاف أصولها وألوانها ولغاتها. وحتى تتصدى لأطروحات صراع الحضارات التي تمثلت في الأحكام المسبقة، والمفاهيم المغلوطة، والأفكار الخاطئة عنها، هذا من جهة. ولمحاربة الإرهاب والتطرف الديني الذي التصق بالإسلام والمسلمين، من جهة أخرى.

الرسالة التي أردت إيصالها في هذا المقال، هو التأكيد على: أن هذا البرنامج سيحرك المياه الراكدة بعض الشيء في بحيرة الاعتدال، وسيشكل انفتاحاً غير مسبوق نحو زرع بذور التسامح والسلام وقبول الآخر، من خلال عمل ورش للحوار، تساعد على تشكيل ذهنية سليمة، ووجدان صاف؛ لمواجهة التحديات المختلفة، وتحقيق الأمن والسلام العالمي الذي ننشده.



drsasq@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد