رغم إعلان الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عزمه تقديم عرض لدييجو مارادونا بالاستمرار مع الفريق لأربعة مواسم مقبلة، لا تزال الشكوك تحيط بمستقبل المدير الفني لمنتخب التانجو جراء صمت جميع الأطراف. وكان الدعم الأكبر الذي حصل عليه المدير الفني حتى الآن من السياسة وليس من اللاعبين أو المسئولين. فقد اختار رئيس الاتحاد خوليو جروندونا المتحدث باسم المؤسسة الكروية إرنستو تشيركيس بيالو، كي يعلن أن مارادونا سيحظى بفرصة للاستمرار. ومع ذلك، فإن جروندونا نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فضل ألا يدلي بتصريحات وأن يحتفظ بأفكاره وآرائه، دون أن يعلن طبيعة العقد الجديد الذي سيقدمه للقائد الأسبق للمنتخب.
في هذه الأثناء، لا يزال النجم السابق حبيس بيته بضواحي بوينس آيرس، منذ انتهاء مشوار الفريق في مونديال جنوب أفريقيا ولم يدل بكلمة حول أي قرار سيتخذ. وكان الدعم الأكبر الذي حصل عليه المدرب من حكومة البلاد، وهو ما فسر على أنه وسيلة ضغط كي يقوم الاتحاد الأرجنتيني بتجديد تعاقده.
وأكد قبل أيام رئيس الحكومة أنيبال فرنانديز «من هذه التجربة، يمكن استخلاص أمور جيدة. كان (الفريق) يعجبني»، معتبرا أنه يجب استمرار المدير الفني في منصبه لأنه « لابد من المراهنة على الوقت، الذي يعطي ثمارا طيبة». وعقب الخسارة التي منيت بها الأرجنتين صفر -4 أمام ألمانيا في دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا التي أطاحت بالفريق من البطولة، انقسم الرأي العام في استطلاعات رأي عديدة حول إذا ما كان على مارادونا الاستمرار أم لا، بغض النظر عن الاستقبال الحاشد الذي حصل عليه الفريق لدى عودته إلى البلاد.
ويبدو من غير المحتمل أن يقوم أحد اللاعبين علنا بإعلان رغبته في رحيل مارادونا. لكن كذلك لم يقم أي منهم، عدا المهاجم مارتين باليرمو، بإظهار تأييد واضح لبطل العالم في المكسيك عام 1986م.
وقبل أيام قال النجم ليونيل ميسي «بالنسبة لي ليستمر دييجو، لكنه هو من عليه أن يقرر»، قبل أن يقوم بتغيير الموضوع على الفور «لابد من التفكير فيما هو قادم: المباريات الودية، كوبا أمريكا علينا المضي قدما والنضوج وتحقيق الإنجازات». على العكس جاء الدعم الأكبر من الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، التي طالبته «بالتحمل» خلال كلمة عامة لها الأسبوع الماضي.
وقالت الرئيسة التي تعرضت لانتقادات بسبب ما يفترض أنه استغلال سياسي للوضع المحيط بأسطورة الكرة في البلاد «أعتقد أنني أتكلم باسم الأغلبية العظمى من الأرجنتينيين عندما أقول إننا ممتنون لدييجو».
ورغم أن رئيس الحكومة قد نفى أن يكون لوجود مارادونا في المنتخب «أهمية سياسية» لدى الحكومة، تدور تكهنات حول ضغوط تمارسها الأخيرة على الاتحاد الأرجنتيني كي يستمر المدير الفني في منصبه، على الأقل حتى بطولة كوبا أمريكا التي تستضيفها البلاد العام المقبل. ولا يمثل موقف الحكومة مجرد رأي، فهي أحد المساهمين الرئيسيين في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بأكثر من 600 مليون بيزو سنويا (نحو 151 مليون دولار) عبر عقود بث تليفزيوني.
وحتى الآن، لم يقل جروندونا سوى إن مارادونا هو «الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ما يريد»، رغم أنه يبدو أن رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ليس مستعدا لدفع الثمن السياسي للإطاحة بالمدير الفني.
وقال تشيركيس بيالو: إن رئيس الاتحاد سيطلب من المدير الفني للمنتخب الوطني تقريرا يتضمن تقييما للموقف، وكذلك خطة لأربعة أعوام مقبلة. ومن المنتظر أن يقدم جروندونا عرضه لمارادونا خلال الأيام المقبلة، لكن تدور أنباء حول اعتزامه وضع شروط أمام المدير الفني.
من بينها أن يغير جهازه المعاون وهو الأمر الذي عارضه المدرب حتى الآن وأن يبعد زميله السابق في الملاعب أوسكار روجيري، وهوا ما لم يحدث في جنوب أفريقيا حيث ظل الأخير يتجول بحرية وسط تدريبات الفريق.
ووفقا لصحيفة «لاناسيون» المحلية، فإن مارادونا لو بقي «فستكون هناك المزيد من التعديلات داخل الجهاز الفني»، كما تؤكد أن جروندونا اعترف للمقربين منه بأن المنتخب لم يتمتع باللياقة البدنية أمام ألمانيا. ويعد الشخص الأقرب للرحيل عن الجهاز الفني هو أليخاندرو مانكوسو مساعد مارادونا، الذي يعتقد بأنه قد تشاجر مع اللاعب المخضرم خوان سباستيان فيرون في جنوب أفريقيا بحسب الصحافة المحلية. وأمام هذه الروايات، أكد بيالو أنه لن تفرض شروط على مارادونا ولا تعديلات في جهازه الفني، قبل أن يناقض نفسه لاحقا بقوله «قد تحدث تعديلات».