حاوره - فيصل المطرفي
الموهبة من الصعب أن تغادر صاحبها حتى وإن أفل نجمه لفترة معينة، إلا أن اللاعب المتمكن والموهوب قادر على استعادة مستواه والبروز مجددا للتحليق في سماء النجومية. هذه المقدمة تنطبق على ضيفنا لاعب الفريق الهلالي فيصل الجمعان الذي شقّ طريقه من خلال الفريق العاصمي الكبير وقدّم مستويات لافتة خلال مشاركته في الفئات السنية، إلا أن مقصلة التنسيق طالته قبل أكثر من 3 أعوام ليغادر البيت الأزرق قبل أن يعود إليه مجددا بعد تألقه اللافت مع فريق الفتح، وسطع نجمه مع صعود الفتح لمصاف دوري الكبار الموسم الماضي، وأجبر بوصلة الخبير البلجيكي المدرب الهلالي ايريك جيرتس للاتجاه صوبه في مرحلة التعاقدات الحالية لينخرط مجددا في صفوف نادي القرن الآسيوي.
(الجزيرة) حاورت الجمعان قبيل مغادرة الفريق للمعسكر الإعدادي بالنمسا، واستنطقته حول الكثير من الجوانب التي تخصه، ومن خلالها ألقى الجمعان الضوء على مستقبله مع الفريق الأزرق وكشف عن طريقته التي سينتهجها لمزاحمة مهاجمي الهلال، ورفض التطرق للأمور المادية في مسألة انتقاله إلى الهلال، بل عودته إلى بيته الأول.. فكان هذا الحوار:
بعد أن نبارك لك انتقالك أو بالأصح عودتك إلى الهلال.. كيف جرت المفاوضات الزرقاء لاستقطابك مجددا؟
- الله يبارك فيك، وحقيقية المفاوضات كانت احترافية بشكل كبير من الطرفين (ناديي الهلال والفتح)، وذلك برغبة الأول في انضمامي لصفوف الفريق، وحينها جرت المفاوضات بشكل سلس حتى وصل الطرفان لنقطة التقاء، وتم الانتقال رسميا. وحقيقة، لا يسعني إلا أن أشكر كل الفتحاويين على كل ما قدموه لي ومنحنوني الفرصة للعودة مجددا إلى صفوف زعيم آسيا، وكذلك أشكر الهلاليين على ثقتهم بي.
ظهر قبل حسم الصفقة أنباء عن مطالبات فتحاوية بمبالغ كبيرة مقابل الانتقال.. ما صحة ذلك؟
- في عملية المفاوضات لا بد أن يكون هناك طلب وعرض، وإثر ذلك درست الإدارة الفتحاوية العرض جيدا، ولا أعتقد أن الأمور تأزمت إطلاقا؛ فالتعاون والاحترام المتبادل كانا عنوانَين للمفاوضات الهلالية الفتحاوية، والدليل أنني أتحدث لك من نادي الهلال.
وبعد هذه المفاوضات كيف كان المقابل المادي الذي تحصلت عليه؟
- ما تحصلت عليه كان مناسبا جدا، والأرقام أفضل عدم الكشف عنها، وهي عموما أمر اتفقت فيه مع الإدارة الهلالية بأن يبقى بيننا ولا يُذاع عبر وسائل الإعلام.
تنسيقك من الهلال قبل سنوات وعودتك إليه مجددا ماذا يعني لفيصل الجمعان؟
- للأمانة هناك من ضخم الأمور؛ فعملية التنسيق واردة، ولكن يجب أن يكون طموح وإصرار اللاعب كبيرين لتقديم الأفضل، ولا أود أن ألتفت إلى الوراء، وسأفكر بجدية فيما سأقدمه مستقبلا مع الهلال لإرضاء رجالاته وجماهيره؛ فالحديث في الماضي لن يجدي نفعا.
كيف قضيت يومك الأول في نادي الهلال بعد عودتك إليه؟
- جميع الإداريين وزملائي اللاعبون رحبوا بي بشكل كبير، وأحسست بأنني لم أغب إطلاقا عن بيتي الأول؛ فأجواء الأخوة والمحبة كانت عنوانا ليومي الأول في الهلال.
أنت تحضر للهلال بطريقة مختلفة من خلال طلب مدرب الفريق لخدماتك بالاسم.. كيف ستتعامل مع ذلك؟ وهل سيشكل عليك أي ضغوطات؟
- في البداية أشكر مدرب الفريق ايريك جيرتس على ثقته بي، وهو مدرب عالمي وذو سجل مميز، وشهادته أعتز بها كثيرا، وسأتعامل مع ذلك بشكل إيجابي من خلال إصراري على الظهور بشكل مميز حتى أكون على الموعد ولا أخيب ظنه من خلال العمل الجاد والانضباطية، ولاسيما أن انتقال أي لاعب من ناد إلى ناد آخر سيحمله بعض الأعباء لإثبات نفسه، وهو ما سأسعى إليه، ولن أقف عند إشادة جيرتس.
الهجوم الهلالي يعج بالنجوم أمثال ياسر والمحياني والجيزاني.. أين ستجد مكانك بينهم؟
- بلا شك أن الفريق الهلالي يعج بالنجوم في مختلف المراكز، ولكن التعاون سيكون قائما بيننا، وذلك من خلال المنافسة التي ستنعكس بشكل إيجابي ومفيد على الفريق بصورة عامة، والأهم خدمة الكيان بغض النظر عمن يشارك، وتعدد الأسماء الكبيرة لن يقف حجر عثرة وراء طموحاتي لتقديم الأفضل وإثبات مقدرتي على تمثيل الفريق الأول.
قدمت مستوى مميزا مع الفتح في الموسم الماضي، ما سر ذلك؟
- قبل أن أتطرق إلى ما قدَّمته يجب أن أشيد بما قدمه الفريق الفتحاوي من أداء مميز في الموسم المنصرم، واستطاع أن يكسب إعجاب المتابعين له؛ فالأجواء كانت مميزة وتساعد على البروز، ومن الصعب أن أنسى المرحلة التي قضيتها في صفوف الفتح، والتي ساهمت ببروزي بشكل أكبر؛ إذ كان التعاون والإصرار سلاحنا في الفريق الفتحاوي الذي أتمنى له كل التوفيق في استحقاقات الموسم المقبل.
انتقلت إلى الهلال في مرحلة كل الجماهير الزرقاء فيها أعينها تتجه نحو كأس القارة الآسيوية. .كيف ترى حظوظ الهلال؟
- الهلال فريق كبير على مستوى القارة الآسيوية، ويكفيه تزعمه القارة بعدد البطولات، إضافة إلى إنجازه المستحق بتتويجه بنادي القرن الآسيوي؛ فهو ناد لا خوف عليه، ويقف خلفه رجال يبذلون الغالي والنفيس من أجله، وجماهير تسانده بقوة في كل المناسبات، وفي الموسم الماضي قدّم الهلال أداء رائعا، وخطف البطولات، ووصل عن جدارة إلى دور الثمانية الآسيوي، وحظوظه كبيرة بمواصلة المسير نحو لقب البطولة، وستكون البطولة هدفا رئيسيا لكل الهلاليين من خلال الإعداد لها بشكل قوي انطلاقا من معسكر النمسا.
كلمتك الأخيرة؟
- أتمنى التوفيق للهلال في جميع مسابقات الموسم المقبل، وآمل أن أكون عند حُسن ظن كل الهلاليين، وأشكر جماهير الهلال التي استقبلتني بطريقة مميزة في التدريب الأول لي مع الهلال، وأشكركم في جريدة (الجزيرة) على منحي هذه المساحة، وشكرا لك أخي فيصل.