(الجزيرة)-احمد القرني
أعلن معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة رئيس الفريق الطبي والجراحي لعملية فصل التوأم السيامي العراقي زينب ورقية نجاح عملية الفصل في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بإجرائها على نفقته الخاصة.
وقال معاليه في مؤتمر صحفي عقب العملية مساء أمس: «أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإلى الشعبين الشقيقين السعودي والعراقي بمناسبة نجاح الفريق الطبي في فصل التوأم السيامي العراقي (زينب ورقية)».
وأضاف معالي الدكتور الربيعة: «حملني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نقل تهانيه وتبريكاته لوالدي التوأم السيامي العراقي (زينب ورقية) ولأعضاء الفريق الطبي على نجاح عملية الفصل، كما حملني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، نقل خالص التهاني لوالدي التوأم وللفريق الطبي على نجاح هذه العملية». وأكد معالي وزير الصحة أن توجيه خادم الحرمين الشريفين لإجراء هذه العملية ينم عن إنسانيته - حفظه الله - وكعادته مع مواطنيه وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأطفال العالم، وقال:» إن خادم الحرمين الشريفين يعكس تعاليم وسماحة الإسلام». وقال معاليه: إن والد التوأم كان قد أرسل برقية إلى خادم الحرمين الشريفين، حيث تلقيت اتصالا في مساء نفس اليوم تضمن توجيه المقام الكريم ببحث إمكانية فصل التوأم العراقي، وبعد البحث تم إرسال فريق طبي إلى العراق على الفور لتقييم الحالة، ثم أبلغت المقام الكريم بإمكانية الفصل، حيث أصدر - حفظه الله - توجيهه باستقبال التوأم وإجراء العملية وبعد التنسيق مع السلطات العراقية تم نقل التوأم بطائرة إخلاء طبية سعودية.
وبين معالي الوزير أن هذه العملية كانت تحديا للفريق الطبي فقد كانت هناك بعض الصعوبات التي جعلتنا نعجل بإجراء العملية لوجود مخاطر تهدد حياة زينب وعيوب خلقية في رقية ومن تلك الصعوبات توقف النبض عدة مرات. وقال معاليه - ولله الحمد - نجحت العملية واستطعنا اختصار الوقت الذي كان مقررا لها، مبينا أن الفريق الطبي قام بتعديل بعض المراحل أثناء إجراء العملية.
وأشار معالي رئيس الفريق الطبي إلى أنه شارك في إجراء العملية زملاء متميزون من قطاعات طبية مختلفة؛ الأمر الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز بكل أبناء الوطن، مثمنا الدور الذي قام به طاقم التمريض المشارك في العملية قبل وأثناء وبعد العملية. وبشأن إنشاء مركز سعودي لجراحة التوأم أفاد معاليه بأن ما يثلج الصدر أن هناك عدة مراكز للأطفال في جميع مناطق المملكة من بينها إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال ليحمل اسم الملك عبد الله وسيتضمن قسما كاملا لجراحة الأطفال السياميين في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض. وفيما يتصل بنشر الخبرة في جراحة الأطفال السياميين أوضح معاليه انه جرى تقديم هذه الخبرة عدة مرات في السابق كما يدعى أعضاء الفريق بشكل مستمر إلى المؤتمرات العالمية المتخصصة في جراحات الأطفال، عقب ذلك طلب الدكتور الربيعة من أعضاء الفريق الطبي إعطاء نبذة عن مراحل العملية كل في اختصاصه، حيث استعرض أعضاء الفريق الطبي المراحل التي مرت بها العملية، وقال استشاري التخدير الدكتور محمد الجمال إن مرحلة التخدير تمت بنجاح غير أنه حدث أثناء العملية هبوط في الدورة الدموية للتوأم رقية وتم التعامل معها إضافة إلى نقص الأكسجين وحالتها مستقرة ولله الحمد.
وذكر كل من استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد الفريان والدكتور علي بن سلمه أن العملية تمت بصعوبة حيث كان هناك اتصال في النخاع الشوكي لدى الطفلتين، وتم استكشاف غشاء السحايا المغطي للنخاع الشوكي لدى الطفلتين وتحديد الأعصاب المتجهة لدى كل طفل وتم بعد ذلك فحص الأعصاب الخارجة عن النخاع الشوكي، وتم فتح السحايا وفحص الأعصاب تحت فحص المجهر الميكروسكوب، وتم فصل العمود الفقري بنجاح ثم بعد ذلك عمل ترقيع للسحايا لضمان عدم تسرب سائل النخاع الشوكي.
وبين كل من استشاري جراحة عظام الأطفال الدكتور سعد المحرج والدكتور أيمن جوادي والدكتور جمال فقيه أن كلتا الطفلتين طرفين متكاملين من النواحي العظمية وليس لديهما أي تشوهات في الورك أو الساقين أو الفخذين وتمت العملية بسهولة.
وأوضح كل من استشاري جراحة الأطفال الدكتور محمد النمشان والدكتور محمد زمخشري والدكتور عبد الوهاب الجباب أن جراحة الأطفال تلخصت في فصل عظام الحوض وعظمة العجز وعظمة الحبل الشوكي، وكان هناك سهولة في الوصول إلى الأعضاء الداخلية داخل الحوض، وهذه كانت أحد الأسباب الرئيسية لتأخير جراحة الأطفال وأعطت سهولة كبيرة للوصول إلى الأنسجة الداخلية أسفل الحوض والاشتراك في أسفل القناة الهضمية في أسفل المستقيم بين رقية وزينب تم فصلهما بالتساوي، وفتحة الشرج كانت مشتركة ونتيجة للتروية العصبية والدموية وكذلك التوقع للحياة للطفلة وأرتا الفريق الطبي إعطاءه للتوأم زينب.
وأشار استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور أحمد الشمري والدكتور فايد المدهن الى أنه كان هناك التصاق في الجهاز التناسلي الداخلي وكان الالتصاق الشديد في الجزء التناسلي، وتم التعامل معه بدقة، أما بالنسبة للجهاز التناسلي الخارجي فكان سهل التعامل معه وإعادة تشكيلة بالطريقة الطبيعية.
وحول جراحة التجميل قال الدكتور مناف العزاوي انه تم إعطاء الأنسجة الذاتية للطفلة زينب أما الطفلة رقية فقد تم استخدام طعم صناعي.