الجزيرة - الرياض :
تحت رعاية معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة دشن وكيل الوزارة المساعد للطب العلاجي الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي مساء أمس الأول حفل إطلاق برنامج (الجواز الصحي للأم والطفل) وذلك في قاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية.
وأكد الغامدي في كلمته أن الجواز الصحي يعمل على متابعة الحالة الصحية للأم والطفل وما يتبعها من تطورات لتقليل معدلات الامراض والوفيات أثناء فترات الحمل ومراحل نمو الطفل، وذلك من خلال اكتشاف الأمراض مبكراً وإيجاد العلاج المناسب لها، ومنع الأمراض والمشاكل الناجمة عن الأساليب الخاطئة أثناء الحمل خاصة ما قد يسبب تشوهات للأجنة أو العيوب الوراثية أو الخلقية، وضمان متابعة الطفل طبقاً لتوصيات المنظمات الصحية العالمية في إطار جداول زمنية محددة لمختلف محاور صحة الطفل ضماناً لاكتمال الصحة لمختلف الأجهزة والأعضاء بجسم الطفل والعمل على الوقاية والاكتشاف المبكر لأي خلل قد يصيب الطفل وبالتالي العلاج المبكر لدى الجهات المختصة.
وأضاف: «تنقسم محتويات الجواز الصحي إلى قسمين الأول لمتابعة الأمومة ويشمل البيانات الأساسية للأم، والوصف الدقيق لبيانات حملها السابق والحالي، إضافة إلى تفاصيل التاريخ المرضي والجراحي والتاريخ العائلي للأمراض المختلفة التي يمكن أن تؤثر على صحة الأم وطفلها، كما يتضمن منحنى الرسم البياني لتطورات نمو الرحم أثناء أسابيع الحمل ضمن مراحل الحمل المختلفة لتحديد عوامل الخطورة بالنسبة للأم وبالتالي تصنيف الأم، من عدمه، ضمن فئات المعرضات للخطر، والتي تستلزم بالضرورة التعامل معها باحتياطات وأساليب محددة للحفاظ على الصحة المثلى لها ولجنينها، كما تحتوي بطاقة متابعة الأمومة على رسائل توعوية صحية للأم في كافة مراحل الحمل والولادة تدور محاورها حول الحياة الصحية للأم، وكذلك نصائح توعوية للأم حول متابعة تطورات حالتها الصحية والتعريف بما قد يطرأ عليها من إفرازات أو نزيف أو غير ذلك وكيفية التعامل مع مثل هذه المشاكل بطريقة صحيحة».
وتابع: «أما القسم الآخر فخصص لمتابعة الطفل وتحتوي البطاقة المتعلقة بالطفل على البيانات الأساسية الخاصة به وبأسرته، كما تحتوي على التاريخ الصحي العائلي والمشكلات والأعراض التي قد تصيب الطفل وذلك للعمل على اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة للتعامل معها أثناء متابعة الطفل، بالإضافة إلى البيانات الصحية الأساسية لمتابعة الحالة الصحية للطفل وتطورها مثل قياسات النمو، ومتابعة التطور والتطعيم، وعوامل التعرض للخطر، والتغذية، وفحص الحواس، بالإضافة إلى الفحص السريري للطفل وتدوين أية ملاحظات حول ما سبق ذكره».
وأشار إلى أن الجواز الصحي يتضمن منحنيات النمو (الوزن، الطول، محيط الرأس) لكل من الذكر والأنثى حتى بلوغ الطفل سن الخامسة من عمره، كما يتابع تطور الطفل خلال فترات زمنية محددة لمختلف نواحي التطور مثل السيطرة على الرأس والجسم والتحكم بالأيدي والوقوف والمشي وكذلك التطور من حيث الكلام والسمع والإبصار والسلوك الاجتماعي، بالإضافة إلى جدول التطعيمات الأساسية المعتمدة من قبل وزارة الصحة طبقاً لآخر المستجدات، وأخيراً التوصيات الصحية العالمية للإجراءات الوقائية للطفل خلال مراحل نموه، حيث تتم متابعة هذه الإجراءات طبقاً للمراحل السنية المحددة حسب توصيات المنظمات الصحية العالمية والتي تمثل التاريخ المرضي، وقياسات نمو الطفل، وضغط الدم، والحواس، وقياسات التطور السلوكي، والفحص الجسدي، والتحاليل المخبرية، والتطعيمات، والتوعية الصحية، والإحالة لفحص الأسنان».
ونحن نجتمع في هذا المساء أمام واحدة من المبادرات الصحية المتميزة التي تتشارك فيها وزارة الصحة مع القطاع الخاص في سبيل تطوير الخدمات الصحية للأسر عموماً، وللطفل والأم على وجه الخصوص.
وأبان: لغة الأرقام تقف شاهد على جدية الوزارة في العمل وفق توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين للوصول إلى الرفاهية الصحية لأبناء هذا الوطن، ففي عامي 1399 و1403هـ صدر مرسومان ملكيان بربط منح شهادة الميلاد بإكمال التطعيمات الأساسية.
وفي العام 1408هـ تم دمج برنامج رعاية الأمومة والطفولة ضمن برامج الرعاية الصحية الأولية. وربطها وتنسيقها مع أنشطة المستشفيات، وفي العام نفسه صدر مرسوم ملكي كريم بتحصين جميع الأطفال الرضع بلقاح الالتهاب الكبدي الوبائي. وفي العام 1411هـ تم تبني برنامج الجودة النوعية في الرعاية الصحية الأولية والذي شكل برنامج الأمومة والطفولة والتحصينات أهم عناصره.
وتابع في العام 1417هـ أعدت وزارة الصحة مدونة وطنية لبدائل حليب الأم، وفي عام 1419هـ تم تحديث دليل رعاية الأمومة والطفولة للأطباء للمرة الثالثة، وفي سبتمبر عام 1990م وقعت المملكة على إعلان الأمم المتحدة للتحصين الشامل للأطفال ضمن الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه. وفي العام 2005 أعلنت أهداف الخطة الوطنية للطفولة 2005-2015م والتي تمثلت في خفض معدلات وفيات الرضع من 19-1000 عام 2005م إلى 8-1000 عام 2015م، خفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 22.3-1000 عام 2005 إلى 12-1000 عام 2015م، خفض معدل سوء التغذية الشديد دون الخامسة من 0.7% عام 2005م إلى 0.2% عام 2015م، زيادة نسبة التحصين من 95% عام 2005م إلى 98% عام 2015م بهدف الحفاظ على خلو المملكة من شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، تقليل نسبة إصابة الأطفال بالالتهاب الكبدي (ب) من 0.3% عام 2005م إلى 0.1% عام 2015م، رفع نسبة الأطفال دون الخمس سنوات المسجلين بالعيادة الطفل السليم من 20% عام 2005 إلى 70% عام 2015م. وغيرها من الأهداف الطموحة والمتطورة.
من جهته أوضح رئيس شركة جونسون آند جونسون للمواطنة المؤسسية - وهي منظمة غير ربحية - يوهانس باترمن، أنه منذ أقل من سنتين، أبدت وزارة الصحة السعودية رغبتها في التعاون معنا من أجل تحسين صحة الأمهات والأطفال على الرغم من النتائج الممتازة التي قد حققتها المملكة في خفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 50% خلال السنوات القليلة الماضية. ولقد أيدنا تماما هذه الرغبة، فإذا ما تمكنا من إنقاذ حياة أحد الأطفال أو الأمهات، فإن هذا سيكون تتويجا لهذه المبادرة، ولجميع الجهود والاستثمارات.
وتابع: أنا على اقتناع أن الجواز الصحي للأم والطفل من شأنه تحسين وحفظ العديد من الأرواح. فهو أداة لرصد صحة الأم، وتنمية الخدمات الصحية للطفل حتى سن 5 سنوات من العمر حيث يحتوي على سلسلة من المتابعات التي من شأنها تقليل المخاطر المحتملة التي تزيد من وفيات الأطفال بشكل كبير.
بعد ذلك اختتم الحفل بلوحة فنية رائعة رسمها عدد من الأطفال تمثل في أوبريت غنائي عبارة عن حوار بين أم وطفلتها كانت كلماته:
الطفلة: ماما يا أغلى ماما.. حمد لله على السلامة.. يا ما سهرتي الليالي.. لراحتي وأخواني
الأم: بنتي يا أجمل بنت.. مهما تعبت وتألمت.. صحتكم عندي أهم.. بلسم لكل ألم
صحتنا تاجنا.... نلبسه على راسنا
وبمعلومات جوازنا.... نحمي أجيالنا
الطفلة: الله يعينك يا ماما.. على حفظ الأمانة.. أكبر وتتحقق أحلامي.. وبقربك تحلى أيامي
الأم: الله يحقق لك اللي تتمني.. يا بنتي تعيشي وتتهني.. ولباس الصحة الله يديم.. على كل مريض وسقيم
صحتنا تاجنا.... نلبسه على راسنا
وبمعلومات جوازنا.... نحمي أجيالنا
الجدير بالذكر أن فقرات الحفل تضمنت العديد من الفقرات منها فيلم وثائقي من إعداد الأستاذ خالد أبو شيبة سلط من خلاله الضوء على حرص حكومة المملكة العربية السعودية على تقديم أفضل الخدمات الصحية التي تضاهي كل ما تقدمه دول العالم المتقدم لكل من الأم والطفل وصولا إلى فكرة تطبيق الجواز الصحي في المملكة وانعكاسه على رفع مستوى الوعي، وتطوير خدمات الرعاية الأولية، وتأمين عناية صحية أفضل للأم والطفل، بالإضافة إلى تحسين الجوانب البدنية والنفسية لمن هم دون الخامسة.