بقلب حزين ونفس منكسرة لكنها بقضاء الله مؤمنة وراضية تلقيت نبأ وفاة أخي الأستاذ عبد الهادي بن مصطفى الطيب، الذي تُوفِّي - رحمه الله - يوم الأحد 15-7-1431هـ. هذا الرجل الكبير بأخلاقه وفكره وتعامله، الذي يحمل بين أضلعه قلباً طيباً ونفساً رضية هدية، وتعاملاً حسناً شهد له به مَنْ يعرفه من قريب وبعيد، تعاملت معه منذ أن بدأت الكتابة في جريدة الجزيرة؛ إذ كنت أتصل به تارة للسلام والاطمئنان عليه، وتارة للاستفسار عن مواضيع أرسلتها لصفحة وجهة نظر التي كان - رحمه الله - يشرف عليها، ولم أجد منه إلا الخلق الحسن والإنصات للحديث والرد على أي استفسار والصدق في الوعد والمعاملة.. رجل يجبرك على احترامه بفضل ما يتمتع به من صفات حميدة، فكنت وما زلت أذكره بخير وأدعو له في ظهر الغيب، وها هو يرحل عن الدنيا تاركاً إياها وما فيها بعد معاناة مع المرض، وهذا ابتلاء من الجبار جَلَّ جلاله، وإذا أحب اللهُ عبداً ابتلاه، وقلوبنا على فراقه حزينة وعيوننا باكية، وألسنتنا تلهج بالدعاء له بأن يوسع الله مدخله، ويفسح له في قبره، ويغسله بالماء والثلج والبرد، وينقه من الذنوب والخطايا كما يُنقّي الثوب الأبيض من الدنس، ويجعل قبره روضة من رياض الجنان، ويجبر عزاء زوجته وأولاده وأحفاده، وكل أحبابه وأقاربه، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.