عرفه الجميع مخلصاً ومحباً تعلو محياه الابتسامة في وقار الكبار، يتمثل قول النبي الكريم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) لقد غيب الموت صهر أخي وشقيقي منصور بن سليمان الحسين. إنه الشيخ عبد الله بن سعد بن ناصر الحميد - من سكان بلدة البير التابعة لمحافظة ثادق، بعد مرض لم يمهله طويلاً، فأجاب نداء ربه يوم الخميس لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رجب هذا العام عن عمر يناهز السبعين عاماً قضى نصفها موظفاً في مركز البير؛ فكان مثالاً للمواطن المخلص في عمله يتمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وقبيل رحيله ببضع سنوات التحق بوظيفة المؤذن في مسجد ابن نصار الواقع في بلدة البير ولعل مما يجدر ذكره أنه قبيل شعوره بالمرض الذي قضى به نحبه اذن لصلاة الظهر يوم الأربعاء وصلى مع الجماعة وبعد خروجه من المسجد باغته الألم الممض (الشديد) حيث كانت تلك الصلاة وداعاً للمسجد وللحي الذي يقطنه بل للدنيا برمتها، شهد له من عرفه بدماثة الخلق وحسن التعامل والثناء الجميل، وأدل برهان على ذلك اكتظاظ جامع البلدة بالمصلين عليه الذين توافدوا من كل مكان أداء لحقه وحباً له، ولم يدرك الصلاة منهم هرع إلى المقبرة حيث يرقد في لحده بين من سبقوه إلى دار البرزخ..
سيفقدك المسجد والحي والأهل والأحبة، فرحمك الله رحمة واسعة يا أبا سعد وأعلى منزلتك في عليين وجميع موتى المسلمين إنه سميع مجيب، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وإنا على فراقك لمحزونون.
محافظة حريملاء