تحليل: وليد العبدالهادي
الصناعة في اليابان دعمت الين أمام الدولار خصوصا، ويظهر أنها لا تعاني ضغط عامل التكاليف الإنتاجية أمام منطقة اليورو. تصرف مفرح قامت به الحكومة اليونانية بشأن سنداتها رفع من شهية التداول بعد هجرتها، لكن معظم صناع السوق هناك مهتمون أكثر بنتائج فحص البنوك والنتائج المالية للموسم الثاني. وفي بريطانيا يظهر أن لندن هي الأوفر حظاً في الأسبوع حيث يحتفل مستثمروها بأمنية تحققت، وهي أكبر ما يطمح إليه المتفائلون هناك. أما أمريكا فكانت أرقامها شحيحة، لكن المضاربين في أسواق الأسهم كانوا الأنشط في أسواقها مقارنة بالأسواق الأخرى في العالم. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع؛ لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي
العملة الخضراء قامت بتبديل لونها محمرة طوال الأسبوع بعد كسر مستوى 84.5 أمام سلة عملاته، والاتجاه فيها هابط، لكن ذلك لم يرفع من شهية المخاطرة في أسواق الأسهم وعملات السلع بسبب الترقب الكبير لنتائج الموسم الثاني في العالم أجمع. أما الذهب فاتجاهه جانبي حتى الآن، ويقف عند 1220 دولارا للأونصة، وتم رصد بدء تباطؤ نمو أسعار المنازل؛ حيث وصل إلى 11 %. وتراجع في النمو للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني ترافق مع هبوط مؤشر الإنتاج الصناعي في الصين؛ ما ساهم في كبح جماح خام نايمكس وعدم تمكينه من تجاوز مستوى 78 دولارا للبرميل حتى الآن، ويرجح عدم تجاوزه، لكنه تفاعل مخضر وبخجل بعد نمو شركة (إنتل وإلكوا) منتصف الأسبوع. أهم ما أعلن من أرقام في الولايات المتحدة الأمريكية هو عن الميزان التجاري لشهر مايو الذي وسع من عجزه إلى 42.3 مليار دولار مقارنة بـ40.3 مليار دولار. واضح جداً أن أمريكا تستورد أكثر مما تصدر منذ نصف العام، ومبيعات التجزئة تنخفض نصف نقطة مئوية، وهذا دليل تراجع نزعة الاستهلاك لدى الأفراد في أمريكا. هذه الأنباء ضغطت على مؤشر الداو جونز مع نهاية الأسبوع بعد أسبوع معظمه باللون الأخضر.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
الإغلاق الأسبوعي لآخر أسبوعين يظهر نمطا شرائيا يعطي انطباعا بإمكانية استمرار الصعود إلى مستوى 1.309، وهو أول اتجاه صاعد صغير يظهر منذ الهبوط العنيف وجاء بعد تراجع عزم البائعين من بداية هذا الشهر.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
يعيش مرحلة اتجاه صاعد صغير، وهو متكدس بالمضاربين حيث الحركة فيه منعشة ومستوى 1.55 هدف قادم، خصوصا بعد تخطي خط الاتجاه الهابط الفرعي بنجاح، حيث عاد واختبر منطقة الاختراق عند 1.49، ونجح في ذلك.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
المراكز المفتوحة لم تظهر حتى الآن بشكل قوي بالزوج لعدم اكتمال النمط الشرائي الجاري (وتد هابط)، وقد يستغرق وقتا طويلا، ولا يزال دعمه 88 متماسكا وعمليات الشراء فيه هادئة، ويرجح زيارة مستوى 90 الأسبوع القادم لجس النبض.
اليورو
مبيعات الجملة على المقياس السنوي في ألمانيا تتراجع إلى 5.1 % بعد أن كانت عند نمو نسبته 6.2 % بسبب تراجع أسعار السلع المستوردة إلى ألمانيا، ويتوقع أن يحدث نمو في صادرات ألمانيا بسبب الانخفاض الشديد في اليورو مؤخراً، والحكومة اليونانية باعت 1.6 مليار يورو من أذونات الخزينة (استحقاق 26 أسبوعا)؛ ما قلل من حدة تكلفة الاقتراض، وأعطى ارتياحا نفسيا في الأسواق، لكن المهم انتظار نتائج فحص البنوك الأوروبية والنتائج المالية لكبرى الشركات في القارة العجوز.
الجنيه الإسترليني
الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول مستقر عند 0.3 % مقارنة بالربع الرابع، أما على المقياس السنوي فيظهر أنه منكمش بنسبة 0.2 %. طبعا الاستقرار بحد ذاته سواء في منطقة الانتعاش أو الانكماش هو ما يطمح إليه أكثر المتعاملين تفاؤلاً، لكن بشكل عام الإنتاجية في البلد ليست في أسوأ أحوالها، والضاغط الأكبر عليها هو الدين العام، والحساب الجاري يُظهر تراجع 9.6 %، أي أن دخل البلد من تدفق السلع والخدمات داخله بدأ يقل بدليل اختلال الميزان التجاري في المملكة المتحدة، أما أسعار المستهلكين التي تعبر عن التضخم فظهرت نتيجتها على المقياس السنوي متراجعة إلى 3.2 %، وعلى ذكر التضخم لا بد من أن نشير إلى مؤشر مبيعات التجزئة الذي يظهر ثباتا عند معدلات النمو السابقة نفسها (5 %)، وثقة المستهلك البريطاني (nationwide) تهبط إلى مستوى 63 قادمة من 65 للقراءة السابقة، لكن النتيجة الأقرب للنفوس هي تراجع معدل البطالة إلى 4.5 %، وهناك توقعات بأن يتم فرض ضرائب جديدة على القطاع المصرفي بداية من العام القادم مع استهداف خفض نسبة العجز إلى 10 % مع نهاية العام، وبذلك تكون لندن هي الأوفر حظاً في الأسبوع.
الين
الإنتاج الصناعي في مايو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ارتفع بنسبة 1 %، ويحظى هذا المؤشر بشعبية كبيرة في اليابان خصوصا لتجار الأسهم، وهو الآن في اتجاه صاعد، وفيه (تطمين) بأن قطاع الصناعة لا يزال يعمل بشكل جيد ولا يعاني ضغوطا كبيرة في التكاليف، لكن هناك فرقا بين النمو الذي حدث مايو الماضي والنمو الطفيف الحالي. أما ثقة المستهلك على مستوى الفرد والأسرة فارتفع من 42.8 إلى 43.5 بسبب تحسن دخل الفرد والأسرة وزيادة معدلات الإنفاق، وهذا مكّن الين من المحافظة على عومه خصوصا أمام الدولار العنيد.
(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحاً بتوقيت جرينتش)