لا يخفى على كل مسلم أهمية الخطابة ودورها في المجتمع مما يتطلب أن تكون مسايرة لحاجات المجتمع ومتطلباته.
وإن مما يعين على تحقيق أهدافها اختيار الخطيب الناجح الذي يؤثّر في سامعيه بالحكمة .....
.....والموعظة الحسنة مراعياً في ذلك حاجة المجتمع ومستجدات العصر.
ونظراً لما بين خطباء الجوامع من تفاوت في الكفاءة والأداء والموضوعية، ونظراً لأهمية تعميم الفائدة وتحقيق الهدف لشريحة أكبر في المجتمع، وحرص الوزارة على الرقي بمستوى الخطابة فإني أقترح أن تقوم الوزارة ممثلةً في وكالة شؤون المساجد بوضع برنامج يقوم على أساس التبادل بين الخطباء خاصةً في المدن الكبرى، بحيث يسمع كل حي من أحياء المدينة نمطاً جديداً وأسلوباً آخر في الخطابة، بحيث تتعدد الأغراض وتختلف الأساليب ويتجدد الطرح ويستفيد من موضوع الخطبة أكبر عدد ممكن من السكان، بدل أن تكون الموضوعات الجيدة حكراً على بعض الأحياء دون بعض.
وهذا الاقتراح يتم تنفيذه في كل عام خلال مدة محددة، بحيث يعد له دراسة مستفيضة وخطة مجدولة تشمل اسم الخطيب وزمان الخطبة ومكانها، وهو يحقق عدداً من الأهداف أهمها:
1- بث روح التنافس في الإعداد الجيد للخطبة إذا علم الخطيب أنه ينتقل من جامع لآخر.
2- أن يستفيد الكثير من الناس من الخطب الجيدة ولا تكون حكراً على جامع معين.
3- شد انتباه السامعين (المأمومين) بسبب تغيّر شخصية الخطيب وخطبته، حيث إن سماعهم لخطيب واحد لسنوات عديدة قد يصيبهم بشيء من الملل والسأم.
4- يعطي هذا المقترح حافزاً للوزارة في التعرّف على الخطيب الناجح من خلال اختيار الخطباء الذين يخضعون لهذا البرنامج، حيث إن هذا المقترح يقتصر على المتميزين منهم، ويمكن تقويم أداء الخطيب وجودة موضوعه من خلال مندوب الوزارة المكلّف بهذا الخصوص بالطريقة التي يراها مناسبة.
هذا عرض مختصر لهذا المقترح الذي آمل أن يحظى بالموافقة وأن يحقق الله من ورائه الفائدة المنشودة. والله الموفِّق.
dr-alhomoud@hotmail.com