في كل عام يتخرج من الجامعات والمعاهد العليا جيوشاً جرارة من الخريجين (المنتج التعليمي أو المخرجات التعليمية) وكثير من هذه الأعداد ليس عنده ما يؤهله ويعينه على تحمل المسؤولية تجاه نفسه أو أسرته أوعائلته أو المجتمع لسبب بسيط أنه قد درس مقررات .....
.....دراسية في جميع المراحل التي مر بها ليس فيها ما يؤهله للحياة العملية أو للوظيفة أي لا تمت إلى التحديات والاحتياجات التي تقابله بصلة.
فهو لم يتعلم كيف يعتمد على نفسه في البحث عن وظيفة وغير مؤهل لتلك الوظيفة -بشهادة أصحاب العمل- فهم يطلبون منه بعض التأهيل لنفسه في اللغات أو الكمبيوتر أو الإدارة فإذا فلح في الحصول على هذه المؤهلات تكون الفرصة قد فاتت منه وضاعت عليه. المشكلة كيف يحتاج إلى تأهيل؟! وماذا كان يفعل طيلة السنوات الماضية؟ ألم يرسله والده إلى مؤسسة التعليم والتربية لهذا الغرض؟!!
وإذا كان سوق العمل أو المؤسسة التجارية أوالاقتصادية قد طلبت منه التأهيل فإن المؤسسة الاجتماعية لا تستطيع أن تطلب منه أن يعد نفسه أو يؤهلها كي يكون زوجاً أو كي يكون أباً أو جاراً يحسن التعامل مع جيرانه فالمنتج في حياته الأسرية كلما تقابله مشكلة يلجأ في حلها إما إلى أصدقائه أو إلى ما كان يفعل والده مع والدته من الضرب أو رمي الطعام على الأرض أو..... وكلا الطرفين غير مؤهلين لتأهيل المنتج فيقدموا له خبرة خاطئة مدمرة للأسرة وللمجتمع بأسره.
باختصار المنتج غير ناضج من الناحية الاجتماعية فضلا عن كونه لا يحسن أو لا يعرف كيف يكون سوياً مع الناس ومع أهله (ضعيف الثقة بنفسه وضعيف الإرادة وعديم القدرة على التفكير الخلاق عنده أنانية وحسد وحقد وغير قادر على العطاء وغير قادر على التضحية فهو عدو للناجحين وعدو لنفسه وعدو المجتمع هو كتلة من الأمراض النفسية وكتلة من الفيروسات).
فمتى نقدم منتجاً قادرا على تحمل المسؤولية خالياً من الأمراض النفسية والاجتماعية وخالياً من الفيروس فتتعامل معه وأنت آمن من جانبه. فكل مؤسسات المجتمع المدني وغير المدني ترغب في ذلك.
كلمة أخيرة
إن مسألة تحصين المنتج لا تحتاج إلى معجزة ولكن نبدأ بوضع المناهج والمقررات ثم العمل بهمة وابتسامة مثل ابتسامة الأم عندما تأخذ ابنها إلى الوحدة الصحية لإعطائه التطعيم المناسب له فالأم عندها قناعة والابن عنده قناعة لماذا لأنه لا مفر ولا خيار إما أن يأخذ التطعيم وإما الشلل أو الأمراض العقلية.
أيتها السيدات والسادة..
الأمر أخطر من إعاقة الأطفال فإن إعاقة الكبار أشد وأفتك فإن الأمراض الصحية مثل: السرطان والإيدز الإدمان والأمراض النفسية مثل ضعف الإرادة وضعف الثقة وعدم التفكير الإيجابي والأمراض الاجتماعية مثل الحسد والرشوة والأنانية والعجز عن التعامل مع الناس والزوجة والأطفال إنها إعاقة حقيقية للمجتمع.
يجب معرفة أنك في مهمة خاصة للغاية مثل رجال المهمات الخاصة.
انظر كيف يهتمون بمهمتهم ويؤدونها على أكمل وجه ولا يشغلهم شاغل عن مهمتهم ويؤدونها بعزة وكرامة وافتخار يمشي في الطريق يعتز بنفسه وأسرته تعتز به.
أنت ايها المعلم يجب أن تكون كذلك وأكثر لأنك الذي تربي وتخرج أصحاب المهمات الخاصة أقترح أن يلبس المدرس زياً خاصاً أو يلبس الرداء الأبيض الذي يلبسه الأطباء فهم أطباء العقول والقلوب والأرواح.
فالطبيب إذا قصر مات شخص واحد والأستاذ إذا قصر أو أهمل في نفسه أو طلابه خرب جيل بأكمله.
هل رأيت طبيباً يعطي المصل أو الدواء وهو غير مبتسم؟
انظر للطلاب على أنهم جاؤا لأخذ المصل الواقي من الانحراف المستقبلي هنالك ستشفق عليهم هم يحتاجون إلى وجود قناعات نفسية وعقلية هل تظن الطالب الذي يفعل المخالفات راض أو واع هو مريض ولا يدري أنه مريض أو يدري وهو عاجز عن الشفاء هم دائما في اللاوعي فلابد أن نعيدهم إلى الوعي.
أقبل على وظيفتك بحب واملأ المركز الذي تشغله بشخصية فاعلة مؤثرة مبادرة محبوبة للزملاء وللمنتج.
الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا
ihossam@maktoob.com