تقول وزارة الصحة إنها لن تقبل خريجي الدبلومات الصحية في بعض التخصصات كالتمريض، وإن على المعاهد الصحية التحول إلى كليات تمنح درجة البكالوريوس، والمؤسسة العامة للتدريب هي الأخرى أوقفت معاهدها الثانوية..!!
وتقول التقارير العالمية إن معاهد ومدارس الدبلومات سواء التي بعد الثانوية العامة أو التي بعد المرحلة المتوسطة تُعدُّ الحاجة إليها ملحة، وإنها من المؤهلات المطلوبة في القطاعات كافة، والقطاع الصحي تحديداً.
عندما أقرأ هذا الكلام لدول لا أحد يناقش في ريادتها العلمية والطبية وأسمع قول الجهات الطبية عندنا يتمالكني العجب، هل نحن أفضل وأعلم من هذه الدول التي سبقتنا وما زالت تتبوأ الريادة في هذه المجالات؟ أم أن نقصاً ما يعتري خططنا المستقبلية تجعل من بعض قطاعاتنا الحكومية تحاول القفز حتى ولو كان هذا القفز مضراً بل وربما مهلكاً.
عندما توقف وزارة الصحة قبول خريجي دبلوم التمريض، الذي يأتي بعد الثانوية، وتطالب المعاهد الصحية بالتحول إلى كليات تمنح البكالوريوس في التمريض، فإن هذا أعتبره تعقيداً لأمور هؤلاء الذين مرَّ علينا عقود من الزمن وهم يرفضون هذه المهنة، وعندما حصل القبول بها جاءت وزارة الصحة لتعقد الأمور..!! أعتقد، وكما قرأت وبحثت، وكما هو معروف، أن أكثر الدول تقدماً في المجال الطبي العاملون فيها في جهاز التمريض هم من حملة الدبلوم الذي يأتي بعد الثانوية، فهل نحن أفضل من هذه الدول الرائدة طبياً..؟
إن مستشفياتنا ومؤسساتنا الصحية ما زالت في حاجة كبيرة جداً إلى جهاز التمريض، سواء الذكور أو الإناث، بل إن الطلب يتزايد عاماً بعد آخر، ولا أعتقد أن الوضع يحتمل تعقيد وزارة الصحة لذلك. الممرض (أو الممرضة) يعطى في الدبلوم من البرامج ما يجعله قادراً على أداء مهمته على أكمل وجه، والملتحقون بهذه الدبلومات في الغالب يعانون الأمرين في الوفاء بتسديد رسوم هذا الدبلوم التي قد تصل إلى خمسين ألف ريال، فكيف برسوم الكليات؟
إنني أقول لوزارة الصحة، وكذلك للمؤسسة العامة للتدريب التقني، الرجوع إلى الحق أفضل من التمادي في الخطأ، وعليكم أن تنظروا نظرة فاحصة إلى حاجة الوطن لهذا التخصص أو ذاك.
تشارك وزارة الصحة في هذا الضغط على خريجي الدبلومات الصحية الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي تمنح تراخيص افتتاح المعاهد الصحية، وذلك من خلال بعض الإجراءات التعقيدية لهذه المعاهد التي تهدف إلى تحول هذه المعاهد إلى كليات أو (تطفيش) ملاك هذه المعاهد ومن ثم الإغلاق!!
الذي أعرفه أن المعاهد الصحية التي تمنح دبلوم التمريض وكذلك الدبلومات الأخرى لا تعتبر نتيجة الطالب فيها معتمدة قبل أن يؤدي أيضاً اختباراً آخر في هيئة التخصصات الصحية، وهذا إجراء مهم تُشكر الهيئة عليه؛ لضمان جودة التعليم، وهذا مما يجعلنا نطالب وبقوة ببقاء هذه المعاهد، بل ودعمها لتسد حاجة سوق العمل الصحي من هذه التخصصات المهمة التي لا غنى لأي منشأة طبية عنها.
إن أكثر ما يعطل عجلة التنمية في بلادنا تلك القرارات الارتجالية وغير المدروسة، وما أكثرها للأسف.
لذا فإن ما نطالب به ويطالب به كل مدرك لحاجة سوق العمل الصحي تحديداً تشجيع المعاهد الصحية ودعم الطلاب للالتحاق بهذه المعاهد التي تمنح دبلوم التمريض والمساعد الصحي والسجلات الطبية والأجهزة الطبية وغيرها من التخصصات التي ما زال سوق العمل بحاجة إليها، فذلك هو عين الصواب.
almajd858@hotmail.com