إعلان الاتحاد المغربي لكرة القدم تعاقده رسميا مع المدرب جيريتس فيه تجاوز صريح لأنظمة الفيفا وامتهان للعقود وعدم احترام لها.. وفيه نوع من البجاحة والاستهتار بالهلال ومدربه.. ففي هذا الإعلان ثلاثة تجاوزات..
أولها.. الإقرار بمفاوضة مدرب مرتبط بعقد مع ناديه..
ثانيها.. الاعتراف بتوقيع عقد معه.. أي توقيع عقد على عقد..
وثالثها.. إن المدرب سيستلم تدريب المنتخب المغربي وعقده لازال ساريا مع ناديه..
إلا أنه لابد أن يؤخذ بالحسبان إن التوقيع الرسمي مع المدرب ربما لم يتم بعد.. وأنا أرجح هذا الشيء.. لأنه لو حدث اتفاق رسمي فلا مصلحة من إعلانه لما قد يترتب عليه من تبعات قانونية.. ويأتي الإعلان فقط بهدف دق الإسفين والإيقاع بين المدرب وناديه وإثارة البلبلة وبذر الخلاف بينهما.. لعل الطلاق يحدث بينهما سريعا فيأخذ الاتحاد المغربي المدرب باردا مبردا..وبالطبع إدارة الهلال حصيفة وحكيمة ولا تريد إثارة هذا الموضوع حاليا.. على الأقل من الناحية الإعلامية حتى لا تؤثر سلبا على عمل المدرب واستعدادات الفريق.. حتى مع مطالبات بعض المتعجلين من الصحفيين والجماهير لتوضيح موقف الهلال من بيان الاتحاد المغربي.. فالصمت أحيانا هو خير جواب.. وفي الصمت حكمه.. ولكن يبدو أن رئيس الهلال ومن خلال لقاء فضائي (يفترض أنه تم البارحة) سيخرج عن صمته ويضع النقاط على الحروف..
وموقف الهلال واضح حتى بدون إفصاح.. الإبقاء على المدرب على الأقل حتى نهاية البطولة الآسيوية.. فقرب مواعيد النهائيات الآسيوية تجعل التفكير بتسريح المدرب ضربا من التهور والمغامرة.. فضلا عن أنه استسلام مبكر وتحقيق أمنية الاتحاد المغربي بأخذ المدرب بكل سهولة وبوقت مبكر.. وتسريحه من طرف النادي يسقط عن الاتحاد المغربي الشرط الجزائي وهو حق من حقوق الهلال لا ينبغي التفريط فيه.. ومن الآن وحتى الموعد المزعوم لرحيل المدرب يخلق الله ما لا تعلمون ..
وفي الوقت المناسب إذا انكشف الغطاء وبان المستور.. ورحل المدرب أو بقي.. على إدارة الهلال إعداد ملفها وتجهيزه لمقاضاة هذا الاتحاد الكروي لرد حقوق الهلال المعنوية والنظامية.. فالمشكلة إن بعض البلدان العربية يعتقدون أن السعوديين سذجا ومساكين تعطي الواحد منهم على قفاه ولا يقول آه.. ومجرد «حب خشوم» ويرضى !..
وما فعله الاتحاد المغربي لا يستطيع فعله مع فريق إفريقي أو حتى فريق عربي آخر.. ولا أظن الاتحاد السعودي سيقف بوجه الهلال عندما يقاضي هذا الاتحاد.. ففي هذا التحرك القانوني حماية لمدرب المنتخب السعودي نفسه وحماية لمدربي الأندية السعودية الأخرى من التعرض لاختطاف وقرصنة مماثلة..
موندياليات
ذهب اللقب العالمي للفريق الأفضل والأكثر موهبة وفنا.. المفارقة إن الفريق الفائز مر من عنق الزجاجة بعد أن كان مهددا بالخروج من الدوري التمهيدي.. ورغم سهولة طريقه نسبيا نحو النهائي فلم يقدم نتائج أو مستويات مقنعة حتى الدور ربع النهائي.. لكنه كشف عن وجهه الحقيقي في مباراتي الحسم أمام ألمانيا وهولندا.. ورغم ضعف الحسم التهديفي لدى الفريق.. كان تألق خط الوسط بقيادة الأيقونة إينيستا كافٍ للوصول للقب..
المنتخب الإسباني انعكاس لفريق برشلونة.. بل هو برشلونة مطعم بقلة من اللاعبين حتى طريقة لعب برشلونة كانت طابع لعبه.. احتفاظ الوسط بالكرة لأطول مدة ممكنة وتدويرها بين لاعبيه على طريقة كرة اليد لخلخة الدفاع المقابل وإحداث ثغرات ثم الانقضاض على المرمى..
وبالطبع لم يخرج إسباني غير برشلوني ليصف منتخب بلده ب»المنتخب الأرجواني» لأن أغلبية لاعبيه من برشلونة.. كما حدث في وقت من الأوقات عندما رفض بعض المعتوهين هنا تأهل المنتخب الوطني للمونديال في دورات سابقة.. ووصفوه بالمنتخب الكحلي !..
* رغم أفضلية المنتخب الإسباني إلا أن فرصة المنتخب الهولندي كانت مواتيه للظفر باللقب.. ولكن روبن فرط بفرصتين سهلتين للتسجيل لن ينساهما طوال العمر.. كما كان يمكن لروبن في الفرصة الثانية أن يصيب المنتخب الإسباني بمقتل ويفقده مدافعه بويل بالطرد.. لو لم يقاوم إعاقة بويل له مفضلا المواصلة للتسجيل وفشل.. فخسر الطرد وخسر الهدف..
- ومن أفضل نتائج المونديال احتفاظ رونالدو البرازيلي بلقب كبير هدافي بطولات كأس العالم.. لأن رونالدو لاعب موهوب وهو أبرز رأس حربة تقليدي شاهدته.. فهو الأجدر باللقب من كلوزه هداف خط الستة..
جعلوا «بول» على رؤوسهم
رغم التقدم الحضاري والمادي والصناعي في الغرب إلا أن هذا لم يكن حائلا بينهم وبين أن يستسلموا للخرافة ويطرقوا أبواب الكهان والعرافين والدجالين.. أراد الألمان استخدام الإخطبوط بول للتأثير على منافسيهم.. فأنقلب السحر على الساحر..
فالألمان دخلوا مباراتهم مع إسبانيا في انكسار نفسي وانهزام معنوي بعد أن ذهب « بولهم « إلى وعاء المنتخب الإسباني.. فلعب متقوقعا في ملعبه خشية الخسارة التي حلت به.. حتى غضب الألمان على إخطبوطهم.. وطالبوا بقليه وشيه.. أو رميه في خزان مليء بأسماك القرش.. وفي النهاية اضطروا إلى إحالته للتقاعد.. وقد يبحثون عن حيوان آخر يعشق الألوان الحمراء والصفراء والسوداء..
وسالفة الإخطبوط بول وتوقعاته والتي هي مجرد خبط عشواء ومصادفات نسبة نجاحها تصل إلى 50%.. تم تقليدها من باب السخرية والتنكيت في أنحاء العالم.. حيث شاع إن « تيسا سعوديا « اختار هولندا.. ودفاعا عنه بحكم أنه تيس محلي !.. أتوقع شخصيا أن التيس فهم خطأ.. وظن أن المطلوب تحديد « الفريق الخاسر «.. و شر البلية ما يضحك.. صار البشر الذين أكرمهم الله بالعقل.. يستشيرون الحيوانات العجماوات..
الفاضي يعمل قاضي
لم يكتف بإزعاج الناس باللجلجة والجعجعة في الفضائيات والبرامج التلفزيونية.. بل صار يوزع الاتهامات للناس ويصفهم بالكذب والكذابين.. فمع إعلان الجامعة المغربية التوقيع مع جيريتس.. صار يلجلج ويجعجع كعادته وإن توقعه صدق برحيل المدرب الكذاب !!.. ووصف رئيس الهلال بما يقارب ذلك !!.. بحجة إنه تحدث عن استمرار المدرب.. ورحيل جيرتس (والذي لم يتم) كان هو الأرجح لدى الرياضيين.. فلا يحتاج توقع بقائه أو رحيله إلى ذكاء كبير.. وكون المدرب يتهرب من توضيح موقفه فهذه سمة الوسط الرياضي فكل الإداريين واللاعبين والمدربين يخفون تحركاتهم ويموهون على الإعلام.. فهل سنصفهم بالكذابين.. ومنهم مدرب فريق (أبوجعجع) المفضل الذي رحل لفريق خليجي وقبلها كان ينفي ذلك..
ولكنه لم يتجرأ ويصفه بالكذاب.وليثبت أنه المطلع الوحيد على قضية جيرتس.. وأن لديه معلومات أكثر خطورة من الأسرار النووية.. ذكر أن رئيس الهلال اتفق مع المدرب على الرحيل بشرط أن يتنازل عن بقية مرتبات عقده !! ههههه.. يا للغباء هل يوجد مدرب يتخلى عن فريقه خلال سريان العقد ويطالب ببقية مرتباته !..
ومن طرائف (الفاضي يعمل قاضي) الادعاء أنه صاحب اقتراح تطبيق القرعة في جدولة الدوري !!.. مع أن إجراء القرعة شيء بديهي وواضح لا يحتاج إلى قدح فكر أو عبقرية.. وكثير من الصحفيين تطرقوا إلى هذه الفكرة.. وزف البشرى إن لديه اقتراحات قيمة ومستعد أن يقدمها لاتحاد الكرة بشرط أن تطبق !.. ومن هذا المنبر ونيابة عن جماهير الكرة أطالب اتحاد الكرة بالاستفادة من هذه العقلية الفذة والحفاظ عليها.. والتعتيم على مكانها حتى لا يتم إغراؤها من الغرب فتهاجر مع العقول المهاجرة..
* وبمناسبة الحديث عن القرعة وجدول الدوري والذي هو فكرة « أبو جعجع « !.. فالصحفي الموسوعة الأستاذ سلمان العنقري وهو الحاذق في الجدولة والترتيب وقراءة المواعيد والتنسيق كتب مقالا جريئا بعنوان «أوقفوا الهلال».. ذكر فيه ملاحظته إن مباريات الهلال مع فرق مثل الاتحاد والنصر جدولة بعد مباريات الهلال القوية في البطولة الآسيوية.. والتي يكون فيها الفريق غير مرتاح ومنهكا بدنيا وغير مستقر نفسيا.. كما تأتي مبارياته الدورية بعد المشاركة خارجيا بفارق أيام قليله عن المعتاد.. وهذا يجعل الفريق أمام خيار صعب إما التركيز على المشاركة الخارجية أو المحلية.. فيا ترى هل يستحق فريق يمثل المملكة خارجيا هذه القسوة والعراقيل..؟!..
الكرة الآن بمرمى مدير كرة فريق الاتحاد الأستاذ حمد الصنيع نائب رئيس لجنة المسابقات.. للرد والتوضيح !!..