عمل احترافي في غاية الروعة والإبداع تتجلى فيه روح المهنية العالية والمصداقية التامة.. بعيداً عن العاطفة والمجاملة.. وقد قيل من قبل إن لغة الأرقام هي الوحيدة التي لا تكذب!
و(الجزيرة) الرياضية ممثلة بفارسها المبدع - شهادتي به مجروحة - قائد الركب.. الزميل محمد العبدي الذي يدفع ب - تلامذته - للارتقاء والإبداع.. وكان النجم الساطع عبد الله المالكي الذي اعتاد في نهاية كل موسم رياضي.. أن يقدم عملاً متميزاً بالحقائق والأرقام وقد طالعنا مؤخراً يكشف حساب الأندية (ما لها وما عليها) كثمرة نتاج عمل موسم كامل على صعيد كافة الألعاب..
جاء الهلال - كالعادة - متصدراً بفارق كبير عن أقرب منافسيه.. ولم يكن هذا مستغرباً.. وكان العكس صحيحاً.. هو لو تراجع الهلال عن مركزه الذي لن يفرط فيه لسنوات طويلة!!
يأتي السؤال أعلاه وبعدين؟؟
هل هناك حوافز استحقها الهلال كدافع له لمواصلة عطاء التفوق والإبداع؟
وأين رعاية الشباب.. واللجنة الأولمبية لتقول.. لمن فاز بالصدارة.. تستاهل وتلك المكافأة؟؟
وسامحونا!!
أخطبوطنا.. وأخطبوطهم!!
لم أكن أعرف سوى (أخطبوط) واحد!!
ذلك هو الحارس الأمين محمد الدعيع الذي قرر مؤخراً إعلان اعتزاله!
لكن مع بدء العد التنازلي لمباراة نهائي كأس (مونديال) جنوب إفريقيا.. ظهر أخطبوط آخر يعيش في غرب ألمانيا.. لم تكن (شغلته) الوقوف في المرمى كما كان عليه الدعيع ليمنع الأهداف وإنما تركزت مسؤوليته - لا بارك الله فيه - الأخطبوط (بول) (أعزكم الله) للتنبؤ والتكهن بالمنتخب الفائز.. وكان متخصصاً في المباريات التي تلعب ألمانيا طرفاً فيها.. ويقال بأن كل توقعاته كانت سليمة!
لكن المباراة الوحيدة التي بادر إلى إعلان هوية الفائز هي نهائي الكأس بين إسبانيا وهولندا.. وشاهدتها.. ولم أكن من قبل ميالاً لأحد الطرفين.. لكن كرهاً في السيد الأخطبوط بول الذي تلقى المسؤول عن الإشراف عليه تهديدات بالقتل عبر البريد الإلكتروني.. قلت (معاهم.. معاهم) ولم أكن قد أرسلت رسالة واحدة.. ولا حتى بواسطة الحمام الزاجل!
تمنيت الفوز لهولندا.. ولم تتحقق تلك الأمنية!
لكن ما أثلج صدري أن أخطبوط ألمانيا البالغ من العمر عامين ونصف العام.. وقد بلغ سن الشيخوخة مبكراً (لا بارك الله فيه) قد قرر الاعتزال سيراً على خطى الدعيع!
(كذب المنجمون ولو صدقوا).
وانتظروا قريباً - طلعات - أخرى قد نراها في الوطن العربي الكبير من بدع وخرافات.. ربما نسمع عن ظهور أكثر من أخطبوط.. ليس بالضرورة أن تكون من الأحياء المائية.. فهناك حيوانات أليفة وطيور قد تنتهج طريقة الأخطبوط الألماني.
وسامحونا!!
بعيداً عن الرياضة
(فرح) الروضة.. أين أنت؟
في ليلة صيفية حارة.. كنت أمارس رياضة المشي في الحديقة المجاورة لمنزلي.. وخلالها أزاول رياضة أخرى قد تكون مستغربة جداً لدى الأكثرية وهي العمل على رفع النفايات ووضعها في الحاويات المخصصة من مبدأ أؤمن به تماماً (النظافة من الإيمان) و(إزالة الأذى عن الطريق صدقة).
فجأة وجدت فتاة تكاد تسير إلى جواري واختارت التحدث معي بصوت مسموع.. فقد عرفتني باسمها - فرح - وأعلنت عن رغبتها بمشاركتي كلتا - الرياضتين - معاً (المشي) و(رفع النفايات).
حقيقة لم أعترض على مطلبها لكن الخوف وأنا (رب عائلة) قد بلغ درجة عالية فاقت درجة الحرارة المسجلة!
وتساءلت.. يا الله.. كيف يمكن لي السير مع فتاة غريبة والتحدث معها.. وقد توجه لي تهمة (الخلوة).
كنت في حيرة تامة.. أكثرت من الالتفات يمنة وشمالاً.. فقد تسارعت دقات قلبي.. وقلت (عساها تعدي على خير).
بكل أمانة وصدق.. أحببت (فرح) من كل قلبي فقد كانت خير معين لي على ممارسة رياضة المشي وكذلك رفع النفايات..
كانت تتحدث معي بكل مصداقية.. ومما زاد من إعجابي بها حرصها الكبير على نظافة المكان!
مع حلول منتصف الليل (ودعتها) وردت لي تحية الوداع بأحسن منها إذ أضافت قائلة (أشوفك باكر).
أجبتها.. إن شاء الله.. غادرت الحديقة.. ولم أذق طعم النوم جراء تفكيري بتلك الفتاة (فرح) والتي أسأل الله أن تكون أيامها دائماً فرحا وسرورا!
عدت من جديد للحديقة وكل يوم أسأل نفسي.. أين هي فرح؟
ولماذا اختفت؟
أرجو أن لا يكون قد حدث لها أي مكروه.. فقد اشتقت كثيراً لرؤيتها!
وحتى لا يذهب تفكير أحدكم بعيداً.. أخبركم بالحقيقة.. والله على ما أقول شهيد.. فرح طفلة بريئة لم تتجاوز سن السابعة.. لكنها تفكر - ما شاء الله - بسن أي فتاة ناضجة!
جعلها الله قرة عين لوالديها الكريمين.. ونعم التربية الصالحة!
وسامحونا!