ليس هناك مُجدِ عاقل.. إلا ويتجنب مواضع القصور والزلل.. ولكن قد تنهال عليه المشاكل ممن يفترض فيهم تقديم العون له.. لأداء مهامه على الوجه الأكمل.. قرأت يوما أن طيارا ماهرا يقود طائرة حديثة.. اختلف مع مساعد الطيار على تحديد مطار بألاسكا.. إذ كانت الرحلة تسير على خير ما يرام حتى (طلعت) في رأس المساعد.. بالتشكيك بالطيار الآلي.. وبخرائط الطائرة.. وبكل تقنية الطائرة الحديثة.. وبخبرة زميله الطيار المتمرس.
يقول الطيار: لم أتمن يوما أن يكون معي سلاح ناري كما كنت لحظتها لأخمد أنفاس المساعد قبل أن يخمد أنفاس الركاب الذين يناهز عددهم المائة راكب عدا طاقم الطائرة.. وبعد جهد ووقت وحرق أعصاب استطاع الطيار تحييد عمل المساعد.. والاعتماد على التقنية الحديثة في الطيارة.. وفي قدراته وخبرته في تسيير كل أمور الطائرة الحديثة التي هبطت بسلام على أرض المطار، وكما كانت الأمور سائرة إليه.
مثل ذلك الطيار.. هناك حكام مجيدون في كرة القدم مثل حكم مباراة إنجلترا وألمانيا الأوروجواني خوزيه لاريوندا.. والذي كان يقود المباراة بصورة جيدة.. وإنما الكارثة أتت من الحكم المساعد ماوريسيو الذي أغفل هدفا صحيحا للمنتخب الإنجليزي واحتسب هدفا من تسلل للمنتخب الألماني ليزيد الطين بلة.
هذا الحكم المساعد الذي أفسد المباراة.. مثل مساعد الطيار الذي كاد يقضي على المائة راكب مدني ليس لهم ذنب غير أن مثل ذلك المساعد يعمل على نفس الرحلة.
أيضا في مباراة الأرجنتين والمكسيك كان الحكم الإيطالي روبرتو روسيتي يقود المباراة بصورة جيدة حتى احتسب مساعده هدفا للأرجنتين من تسلل فاضح وليس واضحا فقط!
أيضا مساعد الحكم في مباراة اسبانيا والبرتغال احتسب هدفا غير صحيح ومن تسلل أيضا واضحا وفاضحا.. وهذا ما جعل الحكم الأرجنتيني هكتور بالداسي يتردد في احتساب الهدف.. ثم احتسبه وخرجت البرتغال بخفي حنين.. ولكن ماذا بعد؟!!
السيد ميسي يثبّت الكرة بيده ثم يطلب من الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف معاقبة الألماني مولر ببطاقة صفراء كما فعل عبدالغني تماما مع الحكم خليل جلال عندما طالبه بمعاقبة اللاعب عبدالعزيز الدوسري على حركة الإبهام البريئة في عرف قانون كرة القدم.. وهذا فيه إثبات أن دورينا المحلي هو مماثل لمباريات المونديال.. وهو شرف لو تعلمون عظيم للكرة السعودية بل والعربية والآسيوية.. أو أن اللاعبين والحكام الآسيويين سواء في المباريات المحلية أو الدولية هم دائما مبدعون في تنفيذ أوامر (كباتنة) الفرق والمنتخبات الأخرى.. فبينهم تلاقح أفكار.. وتخاطر (تتعب) في الوصول إليه كل التقنيات الحديثة.
هذا وماذا بعد كل هذا (التخبيص) التحكيمي في أكبر وأهم تظاهرة كروية يشهدها العالم؟!!.. ألم يحن وقت الاستعانة بالتقنية فوريا لإحقاق حق وتعطيل باطل؟!! أليس هناك ألعاب رياضية تعتمد فيها التقنية المتطورة لتحديد مسارات اللعبة مثل التنس الأرضي.. وتقنيات لتحديد الوصول للنهائيات كسباقات العدو.. وسباقات الخيل.. أو استخدام التقنية لمراقبة اللاعبين وصحة ألعابهم مثل الغطس والسباحة والرماية وغيرها من الرياضات؟!!
أحد الصحفيين كان جريئا عندما سأل السيد جوزيف بلاتر قائلا: متى تعتمد التقنية الحديثة وتكون من مهام لجنة ثلاثية داخل أرض الملعب، وتعتمد على تقنيات حساسات توضع حول المرمى وأيضا تعتمد على الإعادة التلفزيونية؟!! فوعد بلاتر بدراسة الأمر مستقبلا.. فقال له نفس الصحفي بتهكم: أبعد أن تكوّن لها شركات خاصة يا سيدي؟!.. وأحمر وجه بلاتر.. وتعالت الضحكات في أنحاء الصالة من الحاضرين!!
ومادام الكلام عن الحكام والتحكيم.. فلا ننسى الإشادة بحكم مباراة أسبانيا وألمانيا المجري فيكتور كاساي.. فلم نحس بوجوده بالمباراة وهذا قمة النجاح.. أيضا: هل نجح الحكم الإنجليزي هاوارد ويب ليلة البارحة؟!!.. الإجابة لديك أيها القارئ.
المنحوس منحوس!!
لي صديق منحوس بشكل حقيقي.. فكان ذات يوم مشجعا اتحاديا.. ويئس من الاتحاد الذي كان في أسوأ حالاته.. فشجع الأهلي وكان الراقي مدهرا حينذاك.. فانتكس الأهلي انتكاسة ما زالت مستمرة.. وهناك من يحرضه الآن على ترك الأهلي وتشجيع الهلال.. في محاولات دؤوبة في إقناعه بالتمتع بما تبقى له من العمر ببطولات الزعيم السنوية..ولكنه متمسك بالأهلي فيما يبدو!!
صديقنا (المقرود) هذا كان في المونديال برازيليا حتى كانت هزيمته على حد مراوح الطواحين الهولندية.. فانتقل مسرعا لتشجيع ميسي ورفاقه.. ممنيا النفس بالفريق الأرجنتيني الذي لا يقهر.. ولكن (المقرود مقرود) فتلقى هزيمة قوية لم تكن في الحسبان من المكينة الألمانية.. فجزم بحصول الألمان بكأس العالم لا محالة.. وأخذ يعدد مناقب الصناعة الألمانية المتقنة حتى أنه قرر بيع سيارته الأمريكية وشراء أخرى ألمانية دعما لعشقه الألماني الجديد.. وإمعانا في ذلك الدعم اشترى قميصا ألمانيا ثمينا (واقسم بالله على ذلك) ليحضر به بقية مباريات المونديال في (كافيه) والتمتع بتشجيع المنتخب الألماني مع عشاق ألمانيا.
فجاء مصارعو الثيران الأسبان وانتزعوا أسلاك المكينة الألمانية القوية وألحقوا هزيمة مذلة بالمنتخب الألماني.
أخيرا قرر تشجيع المتادور بعد أن حسبها في رأسه بأن مصارعي الثيران سيتغلبون على الطواحين الهولندية لا محالة.
فهل (انفك) النحس منه ليلة البارحة وفازت أسبانيا بكأس العالم؟!! أم طاردهم نحس صديقنا هذا وانهزموا من الطواحين شر هزيمة؟!! النتيجة الآن عندك أخي القارئ!!