تعهد فيسنتي ديل بوسكي بالاستمرارية عندما تولى تدريب منتخب إسبانيا لكرة القدم خلفا للويس أراجونيس عقب فوز الفريق بكأس الأمم الأوروبية 2008 وأوفى بوعده الطموح بطريقة رائعة.
وتحت قيادة المدرب البالغ من العمر 59 عاما حققت إسبانيا 30 انتصارا في 32 مباراة بما في ذلك الفوز في مبارياتها العشر بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
ورغم أن اراجونيس فضل استخدام أسلوب أكثر صرامة واستفز لاعبيه من أجل منحهم الدافع إلا أن ديل بوسكي المتواضع يعد بمثابة الأب للاعبين ويستخرج منهم بهدوء أفضل ما لديهم ونجح في تدعيم التناغم في الفريق.
ولم تخسر إسبانيا تحت قيادة ديل بوسكي إلا أمام الولايات المتحدة 2- صفر في كأس القارات العام الماضي وأمام سويسرا 1-صفر في مباراتها الأولى بالمجموعة الثامنة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا.
ورغم صدمة الهزيمة أمام سويسرا إلا أن ديل بوسكي رفض التخلي عن أسلوب لعب بطل أوروبا الذي يعتمد على التمرير السلس والسريع للكرة مع السيطرة على اللعب وتمكن من قيادة الفريق الإسباني إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
ويثير ديل بوسكي وهو ابن لعامل في السكك الحديدية الإعجاب بفضل أمانته وانضباطه وأخلاقه في العمل وهدوئه بالإضافة إلى التواضع عند الانتصار والهزيمة.
ويقرأ ديل بوسكي المولود في سالامانكا كثيرا ما تكتبه وسائل الإعلام عن أداء المنتخب الإسباني ويعبر لنا عن احترامه لآراء الآخرين ويبدي استعداده لإجراء تغييرات خططية إذا كانت هناك حاجة لذلك.
وقال فرناندو اييرو المدير الرياضي لمنتخب إسبانيا الذي لعب تحت قيادة ديل بوسكي في نادي ريال مدريد للصحفيين في قاعدة المنتخب التدريبية في بوتشفستروم الشهر الماضي «أتعلم من ديل بوسكي أكثر مما يتعلم هو مني».
وأضاف «بالنسبة لي فإن ديل بوسكي يعتبر موسوعة».
ولم يترك ديل بوسكي انتماءه لريال مدريد ناديه السابق الذي دربه وقاده للفوز بلقبين في دوري أبطال أوروبا ومثلهما في الدوري الإسباني يؤثر على عمله مع المنتخب الوطني.
وأثبت أنه يملك القدرة على استخراج أفضل ما لدى لاعبي ريال مثل أيكر كاسياس والظهير الأيمن سيرجيو راموس تماما مثلما يفعل مع لاعبين بارزين في التشكيلة مثل تشابي واندريس انيستا وكارليس بويول الذين يلعبون للغريم التقليدي برشلونة.
وكان قراره باختيار سبعة لاعبين من برشلونة ضمن تشكيلة إسبانيا الأساسية لمباراة الدور قبل النهائي لكأس العالم أمام ألمانيا مقارنة بثلاثة لاعبين من ريال مدريد دليلا على ذلك.
وجاء الفوز 1-صفر على ألمانيا في دربان يوم الأربعاء في وقت خاص لديل بوسكي إذ تحقق في يوم مهرجان سان فيرمين الإسباني المهم.
وقال ديل بوسكي يوم الخميس في مقابلة عبر الإنترنت «كنت أفكر خلال اليوم في والدي وشقيقي الراحلين واللذين يحملان اسم فيرمين».
وأضاف: «تذكرت هذين الشخصين القريبين مني وعائلتي التي تعاني في مدريد».