قبل مباراة المنتخبين الإسباني والألماني في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، تركز الحديث على اللاعبين الشبان في صفوف المنتخب الإسباني، وقدرتهم على تجاوز العقبة الإسبانية والتغلب على أسلوب التمرير المتقن والرائع للاعبي الماتادور الإسباني.
ولكن الحسم لم يأتِ عن طريق الشباب، وإنما عن طريق أحد الجياد الكبيرة حيث أحرز هدف الفوز صفر -1 المدافع الإسباني الكبير كارلس بيول.
ورغم قصر قامته، مقارنة بلاعبي المنتخب الألماني، ارتقى بيول، صاحب تصفيفة الشعر المميزة والمعروفة لدى الجميع، وقابل برأسه الضربة الركنية التي لعبها زميله تشافي هيرنانديز في الدقيقة 73 من المباراة ليسقط الشباب الألماني بالضربة القاضية ويصعد بفريقه إلى المباراة النهائية للبطولة.
وعندما حاول المنتخب الألماني تكرار ما فعله في مباريات عديدة في الماضي والعودة إلى أجواء المباراة، كان بيول نفسه هو من ألقى بجسده في مواجهة تسديدات لاعبي المنتخب الألماني ليحافظ على الفوز الثمين لفريقه.
قدم بيول، نجم خط وسط برشلونة الإسباني، أداء رائعا في المباراة رغم الاتهامات التي وجهت إليه في السابق بأنه يلعب ببطء لا يتناسب مع سرعة مهاجمي الفرق المنافسة.
ولكن النجم الإسباني (32 عاما) تغلب على مشكلتي افتقاد السرعة وقصر القامة باتخاذ مواقع جيدة، وكذلك الرغبة الشديدة في استخلاص كل كرة والفوز بكل مباراة.
وقال تشافي «حالفنا الحظ بتسجيل هذا الهدف إثر ضربة ركنية وبضربة رأس رائعة من بيول».
وتأخرت موهبة بيول كمدافع في الظهور حيث بدأ مسيرته كحارس مرمى، ثم لعب في قطاع الشباب والناشئين بنادي برشلونة كظهير أيمن قبل أن يشارك للمرة الأولى مع الفريق الأول للنادي عام ،1999 في مركز الظهير الأيمن.
ولكنه انتقل بعدها بعامين فقط إلى مركز قلب الدفاع واختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أفضل لاعب أوروبي في هذا المركز في أعوام 2005 2006و 2008م وأصبح بيول قائدا لفريق برشلونة بداية من موسم 2004-2003م.
كما فاز بيول مع برشلونة بلقب الدوري الإسباني لموسمين، بالإضافة للقب دوري أبطال أوروبا عام 2006 قبل أن يقود الفريق إلى موسم تاريخي في 2009 حيث فاز الفريق بستة ألقاب، هي دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا بالإضافة لكأسي السوبر الإسباني والأوروبي وكأس العالم للأندية.
خاض بيول نحو 500 مباراة برشلونة، وشارك للمرة الأولى مع المنتخب الإسباني عام 2000 وكان هدفه في شباك ألمانيا هو الثالث له في 89 مباراة دولية خاضها مع الفريق، وربما يصبح الأهم له في مسيرته مع الفريق، إلا إذا نجح في هز شباك المنتخب الهولندي اليوم الأحد في المباراة النهائية للمونديال.
وقال خوان كابديفيلا، زميله في دفاع المنتخب الإسباني «إذا فزنا بلقب كأس العالم، سنحاول قص شعره (بيول)».