لو سألت العالم كله قبل شهر عمن يتوقع أن يصل إلى لقاء اليوم النهائي لما وجدت إجابة واحدة تصيب الحقيقة، فإذا كان الخبراء أشادوا بالمنتخب الإسباني كثيراً فإن ذلك لا يعني حتمية وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة جداً..
وإذا كان المتابعون أثنوا على تطوُّر المنتخب الهولندي فإنه لا أحد توقع أن يصل إلى النهائي على حساب منتخبات عريقة وكبيرة ومرشحة، لعل أبرزها البرازيل التي أزاحها البرتقالي من ربع النهائي.
قد تكون إسبانيا طرفاً في النهائي وفق توقعات وترشيحات قليلة جداً، ولكن هولندا هي من هزم التوقعات والترشيحات؛ وبالتالي فأتوقع أن تؤدي لقاء اليوم بأريحية وهدوء، في المقابل سيكون أمام المرشح إسبانيا مهمة ليست سهلة؛ فالأخطبوط (بصم) على ترشيحات العالم بفوزها! إذن فمهمتها ليست سهلة للفوز بكأس العالم للمرة الأولى في الوصول الأول للنهائي.
* * قال الأسطورة الهولندية يوهان كرويف إنه يميل لمنتخب بلاده، ولكنه يميل لطريقة لعب المنتخب الإسباني، ويرشحه للفوز بالكأس، وهو بذلك يتفق مع القيصر فرانس باكنباور الذي قال بعد خسارة ألمانيا من إسبانيا في نصف النهائي: «المنتخب الإسباني أفضل منا وأكثر انسجاماً، واستحقوا الفوز؛ فهم أفضل منتخب في العالم حالياً». هؤلاء يخاطبون العقل، ويتحدثون بعقل، وهذا ما نحتاج إليه من نجومنا ومسؤولينا؛ فأمثال هؤلاء هم من يستطيعون قيادة الجماهير وترويض المدرجات وكبح العواطف.. هؤلاء يقولون الحقيقة كما هي لا كما يريدها المشجعون؛ لذلك فلا وجود لتبرير الفشل والإخفاقات لديهم؛ لأن أسوأ الأخطاء وأكثرها تراكماً هي تلك التي تبرر وتبسط للمتلقي والمشجع والمتابع.. إنها بطولة كلها فوائد سواء داخل الميدان أو خارجه، ونتمنى ألا تمر دون الاستفادة منها إدارياً وفنياً وإعلامياً، وكذلك من قِبل المشجعين؛ لنتطور ونصل إلى ما وصل إليه العالم المتقدم الذي نتج عنه فكر كفكر باكنباور وكرويف وغيرهما ممن يقولون الحقيقة ولو على أنفسهم.
وللجميع تحياتي.