Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/07/2010 G Issue 13800
الأحد 29 رجب 1431   العدد  13800
 
مسؤولية
كيف نقتل أطفالنا؟
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(لا يمكن للمرء أن يكون عادلاً ما لم يكن إنسانياً)

- حكمة عالمية -

حوادث الخدم التي باتت تهدد كل أسرة لديها خادمة أو لنقل خادمات يجب ألا تجعلنا فقط نتجه صوب لوم الخادمات وتحميلهن كامل المسؤولية، هناك وجه آخر للموضوع إذ إن علينا أن نفكر في ثقافتنا تجاه الخدم الذين يعملون في منازلنا.

كيف هي توجهاتنا تجاه هؤلاء الخدم؟ كيف نفكر فيهم وفي وجودهم بيننا؟

كم أسرة برأيكم تحترم الخادمة وتعاملها كموظفة لها حقوق وعليها واجبات وليست من ضمن أملاكنا الخاصة؟

كم أسرة تشعر بأن وجود هذه الخادمة هو نتاج فقر وعوز وأن عملها يمثل لها النافذة الوحيدة لسد احتياجات أسرتها.؟

كم امرأة لدينا تضع نفسها مكان هذه الخادمة التي دفعتها الحاجة والفقر لتخدم في بلدان متعددة أم أننا شعب الله المختار ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفذ المال من بين أيدينا!!

الخادمة التي تؤذي أطفال المنزل أو الام تفعل ذلك لعوامل عدة قد يكون من بينها وقوعها تحت ضغط نفسي نتيجة ظلم ممارس عليها من قبل الأسرة ولكن في ذات الوقت يمكن أن يكون لديها الاستعداد لارتكاب الجريمة بفعل وتأثير بيئة التنشئة التي يمكن أن تكون بجانب الفقر تفتقد إلى الغنى القيمي والاجتماعي، ولكن نحن من نستقبل الخادمات ونحن من نرتضي وجودهن بهكذا مواصفات من التعليم الضحل والبيئة الفقيرة جدا.

الحوادث تنشرها الصحف والدراسات يقوم بها الباحثون لكن أعتقد أنه حان أن نفتح بجدية ملف اعتداء الخادمات على الأطفال بيننا وبين أنفسنا.

وملف آخر يتطلب منا قدرا كبيرا من العدالة هو ملف اعتداء الأسر السعودية على الخدم سواء كان اعتداء نفسيا أو جسديا فكلاهما له عواقب وخيمة.

جرائم الخدم لا تكشف فقط وجه أثر العمالة في بلدنا بل تكشف عن وجه آخر قبيح هو وجهنا عندما نفتقد العدالة في التعامل مع الآخر المحتاج.

الحل ليس في عدم استقدام الخادمات فهي نقلة كبيرة لن يتحملها المجتمع الذي اعتاد الرفاهية، وليس الحل في تغيير ثقافتنا تجاه الآخر الأضعف منا فتغيير الثقافة لا يتم إلا في حال توفر الإرادة للتغيير ولا يحدث بسرعة ونحن لا نغير أفكارنا لأننا نعتقد أنها الأفضل.

يبقى الحل في داخل كل أسرة قررت أن تكون الخادمة أحد أعضائها لتعرف كيف يكون هذا العضو جزءا من البيت حتى يشعر بالانتماء إليه خاصة ومنازلنا بها أطفال أبرياء ليس من العدالة أن يدفعوا حياتهم ثمنا لسلوكياتنا أو سلوكيات الخدم.



nahedsb@ hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد