كلما رأيت قسم السيدات في مبنى الأحوال المدنية يغص بالمراجعات لاستخراج بطاقة الأحوال حمدت الله كثيراً على انحسار وخفوت الأصوات المعارضة للبطاقة الشخصية للمرأة والدعوة لوقف استخراجها والمطالبة بإلغائها.
جاء أمر استخراج البطاقة المدنية للسيدات اختيارياً؛ مما جعله متاحاً لمن ترغب وتحتاج، برغم أهمية وجود بطاقة شخصية للمرأة السعودية تحمل اسمها وهويتها وتحفظ حقوقها وتصون كرامتها، بدلاً من اللجوء إلى ولي أمرها أو أحد أقاربها للتعريف بها للحصول عند قضاء مصالحها، والابتعاد بها عن استغلال تشابه الأسماء، أو استغفالها للاستيلاء على حقوقها المالية أو المدنية، فضلاً عن التدخل في خصوصياتها وفرض الوصاية عليها.
وقد سعدت جداً حين قرأت خبر عزم إدارة الأحوال المدنية تقديم خدماتها في مواقع القطاعات الكبيرة، بدلاً من الحضور لمبنى الأحوال الرئيس، حيث تم التنسيق بين إدارة الإشراف النسوي بالأحوال المدنية وشؤون تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم لتسيير وحدة متنقلة لتقديم خدمات الأحوال المدنية لمنسوبات الوزارة في مواقع عملهن بكل يسر وسهولة، مع استمرار عمل الوحدة المتنقلة لعدة أيام في شؤون تعليم البنات لإصدار وتجديد بطاقة الهوية الوطنية بنظام الطباعة المركزية لمنسوبات الإدارة. وحين تنتهي الوحدة من أعمالها سوف تنتقل إلى مواقع أخرى في قطاعات حكومية وأهلية.
وفي هذا الإجراء دلالة واضحة على اهتمام وزارة الداخلية بالخدمات المقدمة للمواطنات وتسهيل إجراءات استخراج بطاقة الهوية الوطنية، والتخفيف من الازدحام على المركز الرئيس الذي هو بحاجة إلى انتقاله من موقعه الحالي بجوار جسر الوشم إلى موقع آخر أكثر اتساعاً وحداثة بما يتواكب مع التطور الذي تشهده قطاعات وزارة الداخلية، وما نرقبه منها من نقلة حضارية نأمل أن تمتد إلى اختصار الوقت والجهد بالاعتماد على الطرق الإلكترونية والتقنية.
وفيما يختص بالأحوال المدنية نأمل أن يتم الحصول على رقم المراجعة عن طريق الموقع الإلكتروني بدلاً من تجشم الحضور للمبنى لاستلام رقم فحسب، قد تتمكن المراجعة من استلامه في اليوم نفسه أو تحرم منه لنفاد الأرقام فيتم إرجاؤها ليوم آخر، وهكذا عبر سلسلة طويلة من المواعيد والازدحام الذي قد يربك العمل ويضيف أعباء على الموظفات، ويزعج المراجعات بالتردد أكثر من مرة على مبنى الأحوال لاستلام رقم المرَاجعة، وبالتالي الحضور لإصدار أو تجديد بطاقة الهوية الوطنية. كما أن تأجيل استلام البطاقة ليوم آخر يسبب المشكلة نفسها. ولو كان استلامها عن طريق البريد أو إرسالها لموقع العمل أو مواقع أخرى حسب مكان السكن لكان فيه راحة أكثر وتقليل من الازدحام المروري خصوصاً في مدينة كالرياض. وبرغم هذه الملاحظات العابرة إلا أننا لا نخفي أو نتجاهل إطلاقاً الوجه الحسن للقسم النسائي بالأحوال المدنية في مدينة الرياض وطاقمه الوظيفي المخلص.
والحق أن موظفات الأحوال المدنية يبذلن جهوداً مضاعفة في سبيل إنجاز أعمالهن، وخدمة المراجعات بإنسانية تفوق عملهن الوظيفي لاسيما كبيرات السن والمعاقات وذوات الظروف الخاصة، إذا علمنا أن أولئك المراجعات على مستويات متفاوتة من السن والثقافة والوعي. ونسعد حقاً حين نرى فتيات الوطن يتعاملن برقي ولطف ووعي تام بأحوال الناس وظروفهم الصحية والفكرية.
ولئن أصبحنا نشاهد هذه النماذج المشرقة من الموظفات في القطاعات الحكومية فإنها دلالة على قوة الانتماء لهذه الأرض المباركة وعلامة على تقدير مواطنيها الكرام.وتحية عاطرة لوزارة الداخلية بقطاعاتها العسكرية والمدنية التي أصبحت أكثر قرباً للمواطن من أي وقت آخر؛ بما يشعره بالراحة والهدوء، والشكر للمخلصين القائمين بأعمالهم على أكمل وجه.
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com