لو أن وزارة التربية طورت وأبرزت مؤشرات وطنية عن تعليمنا وعرضتها أمام الجميع لحركت مياهنا الراكدة، ولفتحت شهية الباحثين والمهتمين والتربويين وعززت من مشاركتهم في بحث وحل قضايا تعليمنا، بل إن بعض مؤشرات تعليمنا قد تهز تصور بعض القيادات التعليمية أنفسهم الذين اعتادوا الألفة والسكون والقناعة بالوضع القائم.
هنا لابد أن نذكر أن وزارة التربية تبذل جهودا مشكورة في إعداد تقريرها الإحصائي السنوي، لكن التقرير الإحصائي التعليمي بصورته الحالية يخدم المهتمين بالترويج الإعلامي الكمي للتعليم أكثر مما يخدم الباحثين التربويين الذين يبحثون عن مؤشرات نوعية وكمية عن واقعنا التعليمي لكي يقرؤها ويستنطقوها.
من المهم أن يحتوي التقرير الإحصائي السنوي لوزارة التربية على مؤشرات تعليمية جوهرية مثل: معدلات تسرب الطلاب من التعليم، ومعدل الإنفاق على الطالب بحسب المنطقة، معدل أنصبة المعلمين، ومتوسط عدد طلاب الفصل في المدن والأرياف، والمواد الأكثر رسوبا، ومعدل بقاء الطالب في كل مرحلة تعليمية، ونسبة الطلاب إلى المعلمين، نمو الطلب على التعليم الحكومي والأهلي، ورصد وتصنيف حالات المخالفات السلوكية الطلابية، ورصد تحصيل طلابنا في المسابقات الدولية.
آمل على وزارة التربية أن تشكل فريق عمل من المختصين في التربية والإحصاء وعلوم الحاسب والإدارة ليطوروا أسلوب إعداد وعرض التقرير الإحصائي، فهذا التقرير يجب أن يمثل حالة التعليم في بلادنا.