طالعتنا الصحف بخبر يقول إنّ الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تنظر في قضية مواطن تلقّى معاملة سيئة في مطار لوس أنجلوس، وتم إيقافه 12 ساعة ثم سجنه لمدة 24 ساعة، قبل أن يُعاد للمملكة، بحجة أنّ (فيزته) لم تسجّل لدى سلطات المطار!
وكأنّ الذي منحه الفيزا لم تكن السفارة الأمريكية في الرياض! هذا الخبر يمكن إدراجه بسهوله كإعلان غير مدفوع الثمن استفادت منه الجمعية، لأنها بحسب الكثير من المعطيات، أضعف من أن تنتصر لمظلوم! فهذا ليس أول مواطن يتلقّى مثل هذه المعاملة اللا إنسانية، وماذا فعلت حقوق الإنسان مع قضايا مشابهة! وعلى سبيل المثال ماذا فعلت في قضية حميدان التركي الذي ما زال يقبع في السجون الأمريكية وتلقّت عائلته الكثير من المعاملة السيئة هناك! وماذا فعلت في موضوع معتقلي غوانتنامو سواء الذين أطلق سراحهم، أو الذين ما يزالون رهن الاعتقال وهم سعوديون ألقي القبض على بعضهم وهم أبرياء، والدليل أنهم كذلك أنّ السلطات الأمريكية أطلقت سراحهم دون أن توجِّه لهم تهماً! وكانت مدة الاعتقال تحت ظروف مهينة وتتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وهاهي السلطات الأمريكية (تتكرم) عليهم وتطلق سراحهم ودونما اعتذار لهم أو تعويضات، فهل نشطت حقوق الإنسان في المطالبة لهم بحقوق أو تعويضات، أو حتى (ندّدت) أو (شجبت) المعاملة التي لقيها المعتقلون هناك؟!
لذلك فعندما قرأت الخبر الأخير، عرفت أنّ حقوق الإنسان قد سرّبته لمجرّد الدعاية لها حتى وإنْ خاطبت السفارة الأمريكية بخطاب استفسار! ولكنني أشك من أنها سوف تفعل ما يردّ الاعتبار للمواطن المشار إليه في الخبر! فالسلطات الأمريكية تحت قانون مكافحة الإرهاب، أصبحت (ترهب) الناس وتنتهك حقوق البشر، وتزيد من مشاعر الكراهية تجاه أمريكا، ولا تبالي بأي منظمة حكومية أو أهليه تريد مناقشتها، لأنها قد وضعت نفسها فوق المساءلة!
لذلك فإنّ المواطن الذي ظنّ خيراً بحقوق الإنسان، عليه أن (يريح ملايكته)، فلا حقوق الإنسان سوف تفعل شيئاً، ولا الحكومة الأمريكية سوف تتنازل عن كبريائها، وتعتذر لإنسان أهدرت إنسانيته وسبّبت له أضراراً مادية ونفسية ! ولو انّ أمريكياً تعرّض لمثل ما تعرّض له المواطن، لقامت قيامة محطة (السي إن إن) و (الفوكس نيوز) وغيرها وقبلها وزارة الخارجية الأمريكية!
إنّ الهيئة والمنظمة إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي فرحنا بوجودها، ولكنها حتى الآن لا تفعل الكثير من أجل مواطنين سعوديين ظلموا ولهم قضايا معلّقة، وإذا كانت تريد أن تنشر أخباراً عنها، فليتها تنشرها بعد أن تنجح في القضية وليس قبلها!! لأنّ النشر، كما حصل مع قضية المواطن، من الواضح أنه استثمار لحادثة ربما أثّرت في مشاعر الآخرين وتعاطفهم، خاصة وأنّ الطرف الآخر هو (أمريكا)، وهذا بالتأكيد سوف يزيد من أهمية الخبر ويزيد في عدد قرّائه،
ولكن العبرة بالنتائج وليست بالأخبار المدعومة بصور مسؤولي الجمعية!
alhoshanei@hotmail.com