لست مع من يرون أنّ المونديال الحالي لم يظهر بالمستوى المطلوب، فإسبانيا مثلاً كانت المرشح المفضّل لدى المتابعين والمتخصصين قبل انطلاق البطولة، وها هي تأتي طرفاً في النهائي ومرّشحة لتحقيق اللقب لأول مرة في تاريخها.. وهولندا عدّها المحللون العالميون من أبرز المنتخبات المتطوّرة، يخدمها في ذلك وجود نجوم مهمين ومؤثرين، فشنايدر وهو ضابط الإيقاع في الفريق البرتقالي، ينافس على لقب الهداف وعلى خطف لقب أفضل لاعب من نجم نجوم البطولة الداهية اكسافي الذي يعود له الفضل فيما وصلت له إسبانيا، بفضل صناعته المذهلة للعب وتحكمه في رتم المباريات وهدوئه ومهارته التي وضعته في الواجهة على حساب نجوم كبار كميسي ورونالدو وروني وكاكا..
الجديد في هذه البطولة، أنها كشفت أنّ خارطة البطولات ستتغير، وأنّ السمعة وحدها لا تكفي لتحقيق الانتصارات، فطرق اللعب اختلفت والفوز أصبح صعباً جداً على الفرق التي تعتمد على الفردية التي اختفت في هذه البطولة، وحضرت الجماعية بأبهى صورها..
.. فقدمت أسماء غير مألوفة لدى المتابعين العاديين، أو لنقل نصّبتهم كنجوم كبار لم يكن لهم الصيت الذي تمتع به آخرون أقلّ منهم، وتبعاً لذلك فالمتوقع أن يخطف الدوري الإسباني الأضواء في الموسم المقبل من الدوري الإنجليزي، فقد قدّمت إسبانيا نجوماً مبهرين متألّقين غيّروا نظرة العالم للكرة وللبطولة، وكم نحن محظوظين أنّ من يملك حق نقل الدوري الإسباني هي قناة الجزيرة، المهنية في نقلها وتعاملها مع الأحداث والمنافسات والمناسبات، التي خطفت الأضواء والألباب في نقلها المتميز للمونديال، ووضعها المتابع في قلب الحدث، بمهنية فائقة الجودة وبإبهار لم يحدث من قبل..
بقيت الإشارة إلى أنّ فوز إسبانيا غداً هو إنصاف للفريق النجم وهو المتوقع، وفوز هولندا (وهو احتمال ضعيف) سينصف المنتخب البرتقالي الذي خسر نهائيي 74م و87م وهو الأحق بهما..
ومع المونديال يستمر الحديث غداً..