نعرف أن من يعارضون حكوماتهم وأنظمة الحكم في بلدانهم يقومون بمظاهرات وإضرابات، وقد يصل بهم الأمر أن ينفذوا مواجهات قتالية على طريقة عصابات المتمردين.
وكل هذه الأعمال التي تُصنَّف على أنها أفعال تقوم بها قوى المعارضة لتغيير النظام أو تبديل الحكومة، أو حتى لفرض توجه أو لتحقيق مطلب لا تخرج عن ارتكاب فعل يتراوح بين عمل عنيف يصل إلى درجة القتال وبين سلوك ينحصر في التظاهر والتجمعات والاعتكاف وغيرها من الأساليب السلمية لإظهار المعارضة للحكم. ولكن في كل الأحوال يبتعد المعارضون عن إحداث تخريب في ممتلكات الوطن من البنية الأساسية، فليس هناك «معارضة وطنية» يُقْدِم أنصارُها على تخريب شبكة مياه الشرب أو حرق محطات توليد الكهرباء مثلما يفعل من يُسَمُّون أنفسهم بالحراك الجنوبي.
فعلٌ أخرقٌ موجهٌ لتعذيب المواطنين في هذا الصيف الحار. وهؤلاء المخربون الذين أقدموا على حرق محطة كهرباء الضالع في جنوب اليمن، وهي المحاولة التخريبية الثالثة، بعد أن حاصرت في وقت سابق في الأسبوع المنصرم ألسنة النيران محطتين كهربائيتين في المنطقة نفسها، وهذا ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدن نتيجة زيادة في أحمال الكهرباء وخروج محطات الكهرباء الثلاث من الخدمة.
ماذا يُقال عن هذا «النضال التخريبي» لما يسمى بحراك الجنوب، تحرقون محطات الكهرباء حتى «تحرقوا أجساد الناس في هذا الصيف»، مثلما كنتم ترحقونهم يوم كنتم تحكمون جنوب اليمن»؟!!
عبث النضال الذي يمارسه القابعون في الدول الأوربية منتعشين بأجوائها الباردة وتاركين الحر والشمس الحارقة لمواطنيهم الذين يدَّعون النضال عنهم، ويقطعون الكهرباء حتى يجعلوا النضال «مشوياً وناضجاً» أكثر قوة.. وأكثر تأثيراً في تخريب الوطن لصالح من يحرضون جماعة الحراك على تخريب وطن تركوه خربة فأُصلِح بعد أن إلتأم مع الوطن... يريدون الآن تشطيره حتى يمارسوا هوايتهم في تأميم أرزاق البشر حتى وإن كانت زوارق الصياديين.
jaser@al-jazirah.com.sa