جاكرتا (إندونيسيا) - فيصل الحميد
اختزل سعوديون مدة إجازاتهم خارج المملكة بعد أن ساهم ضعف صرف الدولار أمام العملات الأخرى بإضعاف القوة الشرائية للسياح، مما حدا بالكثير إلى تقليص أيام السفر أو البرامج السياحية والمصروفات الذاتية بغية التوفير.
وقال سعوديون التقت بهم « الجزيرة « في العاصمة الإندونيسية « جاكرتا « إنهم اضطروا إلى اختصار المدة المقررة للإقامة بعد أن أربك سعر صرف الريال ميزانياتهم.
أحمد الحازمي أحد السياح هناك قال « قررت السفر لإندونيسيا ووضعت الترتيبات لقضاء أسبوعيين، ورصدت ميزانية للسفر مقاربة لما صرفته خلال نفس الفترة العام الماضي «.. ويتابع « فوجئت بتغير سعر الصرف بأكثر من 11% حيث كنت أصرف مائة دولار مقابل أكثر من مليون ومائة وأربعين روبية إندونيسية العام الماضي، والآن قمت بصرف المائة دولار بأقل من 900000 روبية إندونيسية».
وفي ذات السياق أقر « سميان الشمري « الذي قضى « شهر العسل « الشهر الماضي في ماليزيا بتأثير تراجع الريال أمام الرينجت الماليزي بمدة الإقامة والبرنامج المعد للرحلة.
وقال إن الترتيبات تمت على أساس صرف مائة ريال بمتوسط 93 ريجنت حسب أسعار صرف العام الماضي ولكن المفاجأة أن الصرف كان أقل بكثير ووصل إلى أدني من 83 ريجنت للمائة ريال، مما اضطره إلى إلغاء حجوزات برنامج آخر يومين من الرحلة بعد تأثير الصرف على إمكانية الاستمرار. ويستعد كثير من السعوديين حالياً لإجازة الصيف التي بدأت اليوم وأكثر ما يخشون هو تراجع الدولار الذي ما يزال العملة المربوط بها الريال.
وفيما يبدو أن الأمم المتحدة أيضا بدأت تفقد الثقة بالعملة الكبرى عندما قالت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة إن الدولار لم يعد عملة موثوقاً بها وينبغي استبدالها بنظام أكثر استقراراً.
ودعت الأمم المتحدة عبر تقريرها الذي صدر الأسبوع الماضي إلى التحول عن الدولار الأميركي كعملة رئيسية للاحتياطيات العالمية، لكونه أخفق في الحفاظ على قيمة احتياطيات الكثير من الدول التي اعتمدت عليه لتحمي نفسها من تقلبات أسعار السلع، وقال التقرير «ثبت أن الدولار ليس مستودعاً مستقراً للقيمة وهو شرط أساسي لعملة الاحتياطي.»
وبيّن التقرير أن ارتباط كثير من الدول بالدولار أضرها جراء تراجع القيمة في السنوات الأخيرة، حيث احتفظ العديد منها بكميات هائلة من عملة الدولار كاحتياطيات إستراتيجية خلال السنوات العشر الماضية بهدف الحماية من تقلبات أسواق السلع الأولية وتدفقات رأس المال.
وحث التقرير إلى عدم الاعتماد على عملة واحدة أو حتى أكثر من عملة لنظام الاحتياطيات، وقال إن الواجب أن يسمح بانبعاث سيولة دولية، مثل حقوق السحب الخاصة لإنشاء نظام مالي عالمي أكثر استقراراً.
ورغم تراجع حدة المطالب بفك الارتباط بعد الأزمة المالية، إلا أن كثيراً من الاقتصاديين عادوا مرة أخرى للمنادة بفك الارتباط، حيث حذر رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي ناصر السعيدي عبر حديث لصالح CNN، من خطر استمرار فقدان السياسية المالية والنقدية المستقلة في الخليج، بسبب ارتباط اقتصاد المنطقة الشديد بالدولار، معتبراً أن الخروج من إطار العملة الأمريكية أمر ضروري لقيام الوحدة النقدية، مشيراً إلى أن السيطرة على النقد والأسواق في الخليج لن يتم طالما استمر الارتباط بالدولار، لأن ذلك يرتب على المرتبطين اتباع سياسة المصرف الفيدرالي الأمريكي.