Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/07/2010 G Issue 13792
السبت 21 رجب 1431   العدد  13792
 
برنامج إعادة رد القروض لمنطقة اليورو يربك أسواق المال
مؤشرات التضخم تقلق المتداولين وتفقد تاسي 250 نقطة

 

د. حسن أمين الشقطي *

تسببت مخاوف نشوب أزمة مالية أوروبية جديدة نتيجة حلول موعد برنامج إعادة رد القروض لمنطقة اليورو يوم الخميس قبل الماضي في حدوث تراجعات عنيفة في العديد من البورصات العالمية، وبخاصة الأمريكية والأوروبية والآسيوية منذ يوم الثلاثاء الماضي، والتي تسببت بدورها في حدوث تراجع كبير في السوق السعودي.. فقد خسر مؤشر السوق المحلي خلال الأسبوع الماضي نحو 250 نقطة (ما يعادل 3.9%) نتيجة التراجع الحاد الذي أصاب قطاع البتروكيماويات، حيث خسر 6.2%.. وذلك بقيادة سابك الذي خسر وحده حوالي 6%.. ويعد هذا الأسبوع من الأسابيع غير الجيدة على متداولي سوق الأسهم نتيجة امتزاج وتداخل العناصر السلبية المؤثرة على السوق، فمن ناحية نشبت مخاوف حدوث أزمة مالية جديدة في منطقة اليورو نتيجة احتمالات تعثر الأجهزة المصرفية في رد قروضها، ثم اضطراب البورصات العالمية، ثم عدم استقرار أسعار النفط، أيضاً هناك قلق محلي نتيجة قناعة الكثير من المتداولين بوجود نوع من التضخم في مؤشرات السوق، فضلاً عن اعتبار أن السوق مقبل على فترة الإجازة الصيفية قد تتسبب في سحب أجزاء هامة من سيولة المتداولين، وخاصة أصحاب المحافظ الصغيرة والمتوسطة للإنفاق على السفر والسياحة.

مخاوف حدوث أزمة مالية جديدة في منطقة اليورو

لا تمر أيام قليلة إلا وتتكشف مستجدات جديدة في سياق الاضطراب المالي في منطقة اليورو، كان آخرها اكتشاف حلول برنامج رد القروض لمنطقة اليورو يوم الخميس قبل الماضي، وهو الأمر الذي يتوقع -إن استطاعت الدول الأوروبية رد قروضها- أن يؤثر سلباً على سحب السيولة من أجهزتها المصرفية، وبالتالي تقليص قدرتها على تقديم الائتمان، بشكل سيرفع سعر الفائدة، بشكل قد يعجل بحدوث ركود اقتصادي فيها، الأمر الذي يثير مخاوف كسر حلقة تعافي الاقتصاد العالمي.. بل إن هناك احتمالات أن لا تكون الأجهزة المصرفية في هذه الدول قادرة على رد قروضها أساسا.. ومن ناحية أخرى أوضحت إحدى تقارير البنك المركزي للبنوك المركزية العالمية باحتمال وقوع الاقتصاد العالمي فريسة لأزمة مالية عالمية جديدة إذا لم يكن بالإمكان إنقاذ دول منطقة اليورو من أزمتها الحالية.. وقد قادت هذه المخاوف البورصات العالمية للدخول في تراجع قوي، على رأسها الناسداك.

هبوط اليورو

لم يتضرر أحد من مخاوف برنامج رد القروض الأوروبية مثلما تضررت عملة اليورو.. ويقع اليورو الآن ما بين مطرقة الضغوطات من أزمة ديون منطقة اليورو، وما بين صعود الدولار.. وبالنسبة لمنطقة الخليج ككل ظهرت ملامح وجود تأثيرات سلبية لتراجع اليورو نتيجة التأثير السلبي لانخفاض اليورو على تراجع أسعار النفط.. لذلك، فإن تأثيراً جديداً بات ملحوظاً لتراجع اليورو، وهو الضغط على أسعار النفط.

خسائر كبيرة لقطاع البتروكيماويات

سجل خام برنت الأسبوع الماضي سعراً يقل عن متوسط مستواه في الأسبوعين السابقين، حيث لامس مستوى 75 دولاراً للبرميل.. ورغم أن مستوى الخسارة في سعر النفط لم تكن كبيرة (2.4% فقط)، إلا أن قطاع البتروكيماويات خسر الأسبوع الماضي حوالي 6.2%.. وقد سجلت كافة أسهم القطاع خسائر حادة (باستثناء كيمانول الذي حقق استقرار عند مستوى 14.45 ريالاً)، بقيادة سهمي سابك والتصنيع والمجموعة السعودية.. وهو الأمر الذي يثير التساؤل: هل هذا التراجع نتيجة للمستجدات العالمية بما فيها أسعار النفط أم أنه وضع داخلي يرتبط بعوامل الكر والفر وجني الأرباح بالسوق؟.

هبوط سابك

تراجع سهم سابك من 93.25 إلى 87 ريالاً هذا الأسبوع، بحيث خسر 6% من قيمته، وهي خسارة بقيمة أعلى من المستوى المفترض لسهم ثقيل مثل سابك، إذا أخذنا بمقولة أن السوق تراجع استجابة للمؤثرات العالمية، فقد يعقل أن يستجيب سهم سابك ويتراجع بنسبة تفوق نسبة تراجع السوق ككل.. بالطبع إن الأمر لا يرتبط بالمؤثرات العالمية فقط، ولكنه يرتبط بقواعد لعبة المضاربة بالسوق المحلي، فسابك على ما يبدو يتم الضغط عليه للضغط على مؤشر السوق ككل، وللأسف يتم هذا الضغط في ظل وجود متغيرات سلبية عالمياً، وفي ظل اقتراب موعد صدور نتائج أعمال الشركات، بل في ظل تضخم بعض مؤشرات السوق، وأكثر من هذا فإن السوق يقترب من فترة إجازات الصيف التي عادة ما تقل فيها السيولة المتداولة أي تكتمل مقومات تراجع سابك.. وفي اعتقادي أن تراجع سابك يخضع لعوامل فنية أكثر منها مالية، لأنها نتائج أعمال سابك لا يتوقع أن تكون سلبية هذا الربع، بل يتوقع أن تحقق ارتفاع طفيف عن نتائج الربع الماضي من هذا العام.

مصيدة السيولة الصيفية

لابد أن نذكر دوماً بأن فترات الصيف رغم الركود الذي يحدث فيها، إلا إنها تمثل مصيدة جيدة للسيولة والكاش، وبخاصة عند اقتراب نهايتها، لأن غالباً ما تنحدر أسعار الأسعار مع بداية الإجازة وحتى منتصفها، ثم يبدأ التجميع عند أسعار متدنية، وأخيراً يتم التصريف عندما يقترب موعد العودة.. وعليه فإن فئة وحيدة هي التي لا تخسر بالسوق، وهم أصحاب النفس الطويل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد